كهف نبي الله سيدنا لوط عليه السلام

الكرك

نبي الله سيدنا لوط عليه السلام ، هو سيدنا لوط عليه السلام بن تارح وهو آزر ، وهو ابن أخ سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، فسيدنا إبراهيم عليه السلام عمُّه ، وسيدنا إبراهيم وهاران وناحور إخوة. وقد ذُكِرَ سيدنا لوط عليه السلام في القرآن الكريم سبع عشرة مرَّة. وكان قد نزح عن بلدة عمه الخليل عليهما السلام بأمره له وإذنه، فنزل بمدينة سدوم من أرض غور زغر، وكان قد أَمَّ تلك المحله ولها أرض وقرى مضافة إليها ، ولها أهل من أفجر الناس وأكفرهم وأسوأهم طوية وأرداهم سريرة وسيرة يقطعون السبيل ويأتون في ناديهم المنكر ولا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ابتدعوا فاحشة لم يسبقهم إليها أحد من بني آدم، فدعاهم سيدنا لوط عليه السلام إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له ونهاهم عن تعاطي هذه المحرمات والفواحش المنكرات والأفاعيل المستقبحات فتمادوا في ضلالهم وطغيانهم واستمروا على فجورهم وكفرانهم فأحل الله بهم من العذاب الذي لم يتوقعوه ويحسبوه وجعلهم مُثْلَةً في العالمين وعبرة يتعظ بها الألباء، ولهذا ذكر الله تعالى قصتهم في أكثر من موضع في كتابه المبين . فقال تعالى في سورة الأعراف : {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ * وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ * فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنْ الْغَابِرِينَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ}( ) ويقال إن امرأة سيدنا لوط عليه السلام مكثت مع قومها ويقال إنها خرجت مع زوجها وبنتيها، ولكنها لما سمعت الصيحة وسقوط البلدة التفتت إلى قومها وخالفت أمر ربها، وقالت: واقوماه، فسقط عليها حجر فدمغها وألحقها بقومها إذ كانت على دينهم، وكانت عيناً لهم، .. كما قال تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنْ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ}( ) أي خانتاهما في الدِّين فلم يتبعهما فيه، وليس المراد أنهما كانتا على فاحشة حاشا وكلا، فإن الله لا يُقَدِّر على نبي أن ترتكب امرأته الفاحشة، كما قال ابن عباس وغيره من أئمة السلف والخلف: ما بغت امرأة نبي قط. ومن قال خلاف هذا فقد أخطأ خطأ كبيراً. وفي الجبال القريبة من مدينة الكرك الأردنية يقع هناك كهف أثري مطل على بلدة غور الصافي في جنوب غور الأردن ، يُعْتَقَدُ حسب الآثار أنه كهف سيدنا لوط عليه السلام الذي أوى إليه عندما خرج ليلاً من بلدته بأمر من الله تعالى وترك قومه ليحل عليهم عذاب الله تعالى . ويعتقد الباحثون أن ابني سيدنا لوط عليه السلام مؤاب وعمون ولدا فيه، ما يعني أن للكهف أهمية تاريخية بالنسبة إلى الأردن لأنه يربط بين العمونيين الذين حكموا شمال البلاد والمؤابيين الذين حكموا جنوبها.

عن الموقع

يضم الكهف الآن أيضاً ديراً وكنيسة، وتشير الاكتشافات الأثرية إلى أن هذا الكهف استخدم لأول مرة في العصر البرونزي المبكر ما بين القرنين الخامس والسابع قبل الميلاد، وقد أقام المسيحيون الأوائل كنيسة في الكهف، استخدمت كنيسة وديراً في آن واحد، وأن بناءها تم في عام 606 للميلاد، ... وتم في النهاية اكتشاف ثلاثة نقوش حجرية عرّفت المكان على أنه دير سيدنا لوط عليه السلام، وهو ما أكدته خارطة مادبا الفسيفسائية المشهورة التي تضمّ تصوير الموقع في القرن السادس الميلادي.

معلومات الزيارة

  • أوقات الدوام

    الزيارة مفتوحة
  • الموقع

    غور الصافي - الكرك