عن اللجنة

اللجنة الملكية لإعمار مقامات الأنبياء والصحابة وإدارتها

منزلة الأردن الدينية معروفة في العالم فهي تعتبر أكثر منطقة مباركة بعد الحجاز وفلسطين. فقد حبا الله عز وجل ثرى الأردن الطّهور بأن جعله مهبطاً للديانات السماوية كجزء من بلاد الشام وطريقاً للفتوحات الإسلامية للعالم أجمع. حيث أن عدداً من الأنبياء عليهم السلام كانوا قد باركوا أرض الأردن عندما أقاموا فيها أو اجتازوها في رحلاتهم. ومن هؤلاء سيدنا نوح وإبراهيم ولوط وهارون وموسى والخضر وشعيب ويوشع وأيوب ويحيى وعيسى صلوات الله عليهم جميعاً وخاتم المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم. كما إستُشهد عدد كبير من الصحابة رضوان لله عليهم على أرض الأردن في معركة مؤتة عام 8 للهجرة وفي معركة اليرموك عامي 13و15 للهجرة ومعركة فحل عام 14 للهجرة وفي وباء الطاعون العظيم عام 19 للهجرة في غور الأردن. ومن خلال هذا التاريخ الزاهر الغني كانت الأرض الأردنية المباركة مَشهد أحداث دينية وتاريخية عظيمة ملأت ثراها بالعِبَر والحِكَم المهمة.

في الماضي كان بناء وإدارة المقامات والاعتناء بالمواقع الدينية موضع إهتمام الدول الاسلامية العديدة التي تسلسلت في المنطقة ولاسيما الدولة العثمانية والتي ساهمت في بناء وترميم عدد من مقامات الأردن قبل تأسيس الإمارة. ومنذ تأسيس الإمارة وثم المملكة الأردنية الهاشمية تضاعفت هذه الجهود وتم ترميم أو بناء كامل المقامات الرئيسية في المملكة خلال تلك الفترة.

ومن هذا المنطلق فقد أولى جلالة المرحوم بإذن الله تعالى الملك الحسين بن طلال، مواقع مقامات الأنبياء والصحابة والشهداء الكرام كل الرعاية والإهتمام بدءاً بتشكيل لجنة خاصة عام 1984 لبناء وترميم وصيانة المساجد لهذه المواقع. وفي عام 1992 وجّه جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال رحمه الله بتشكيل لجنة ملكية لإعمار مقامات الصحابة والشهداء الكرام وذلك لمتابعة بناء وصيانة وترميم مقامات ومساجد سائر الصحابة الأجلاء في جميع أنحاء الأردن.

وقد استمرت الرعاية الهاشمية لهذه الأماكن الدينية المهمّة في عهد صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، حيث وجّه جلالته بتاريخ 30/10/2017 بتشكيل "اللجنة الملكية لبناء وادارة مقامات الصحابة والشهداء"، وذلك لمتابعة أعمال اللجنة السابقة والاستمرار بتنفيذ المهام والواجبات الموكلة لها، ومتابعة الادارة والاشراف على سير العمل في المقامات وملحقاتها.

وبتاريخ 25/10/2018 أمر جلالة الملك عبد الله الثاني بتشكيل "اللجنة الملكية لإعمار مقامات الأنبياء والصحابة وادارتها" لمواصلة جهود اللجان الملكية في أعمالها من خلال بناء وترميم وتأهيل مقامات المملكة وكذلك المواقع الدينية التابعة لها، حيث ركّزت اللجنة على استكمال بعض المشاريع المهمة من توسعة وتأهيل وصيانة بعض المواقع وأيضا تركيز الجهود فيما بعد على رفع كفاءة وقدرة مديرية اعمار مقامات الأنبياء والصحابة وادارتها التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية على إدارة المواقع بطريقة لائقة ومثالية إن شاء الله بحيث يمكن للزائرين الوصول إليها والاستئناس بها والاستفادة منها.