آداب الزيارة

بســــم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي لم يتخذ شريكا ولا ولدا، المتعالي الذي لم يكن لخلقه من دونه ملتحدا، القائل في كتابه المبين "قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا" ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن صحابته البررة المتقين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.أما بعد:فقد سنت الشريعة المطهرة زيارة القبور، وتذكّر الآخرة عندها، والدعاء للأموات والزائرين، وقراءة القرآن، وذكر الله تعالى، فهذه من الأحكام المقررة في ديننا الحنيف.ومع هذا فإننا نجد مخالفات تقع من بعض الزائرين ومشيعي الجنائز، بسبب الجهل بالأحكام الشرعية والسنن والآداب النبوية، وفي الطرف الآخر نقابل غلواً وتنطعاً منفرين من المتعصبين الذين يبالغون في رمي الناس بالابتداع واتهامهم في صحة عقائدهم.فكان لابد من وضع جزء لطيف يبين الأحكام، ويصحح المفاهيم، ويقي الناس طرفي الإفراط والتفريط، ويوجههم لمقاصد الشريعة الغراء الثابتة في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، رحمة الله المهداة للناس أجمعين.



مطلب: مشروعية زيارة القبور وسنيتها

قال تعالى: "ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون" ومفهومه جواز القيام على قبور المؤمنين.
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: "ولمّا نهى اللّه -عزّ وجلّ- عن الصّلاة على المنافقين والقيام على قبورهم للاستغفار لهم، كان هذا الصنيع من أكبر القربات في حقّ المؤمنين، فشرع ذلك، وفي فعله الأجر الجزيل.." .
وورد في الباب أحاديث كثيرة، منها:
ما روى مسلم في صحيحه من قوله صلى الله عليه وسلم: "نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها" .
وفي سنن الترمذي عن سليمان بن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فقد أذن لمحمّد في زيارة قبر أمّه، فزوروها فإنّها تذكّر الآخرة" .
قال الترمذي: "وفي الباب عن أبي سعيد، وابن مسعود، وأنس، وأبي هريرة، وأمّ سلمة، حديث بريدة حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم: لا يرون بزيارة القبور بأسًا، وهو قول ابن المبارك، والشّافعيّ، وأحمد، وإسحاق" .
وعند ابن ماجه، عن عائشة رضي الله عنها: "أنّ رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - رخّص في زيارة القبور" .
وما أخرجه أبو داود وأحمد بإسناد حسن عن طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه:
"خرجنا مع رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يريد قبور الشّهداء، حتّى إذا أشرفنا على حرّة واقم فلمّا تدلّينا منها، وإذا قبور بمحنيّة قال: قلنا: يا رسول اللّه، أقبور إخواننا هذه؟ قال: قبور أصحابنا. فلمّا جئنا قبور الشّهداء، قال: هذه قبور إخواننا" .
وأخرج أحمد كذلك في مسنده بإسناد حسن والحديث صحيح لغيره، عن أنس رضي الله عنه أنّ أسود كان ينظّف المسجد، فمات فدفن ليلًا وأتي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأخبر، فقال: " انطلقوا إلى قبره "، فانطلقوا إلى قبره، فقال: " إنّ هذه القبور ممتلئة على أهلها، ظلمةً، وإنّ الله ينوّرها بصلاتي عليها "، فأتى القبر فصلّى عليه.." .
والأحاديث في الباب يضيق عن استيعابها المقام.. والإجماع منعقد على سنية زيارة القبور واستحبابها.قال النووي في شرح المهذب: " اتّفقت نصوص الشّافعيّ والأصحاب على أنّه يستحبّ للرّجال زيارة القبور وهو قول العلماء كافّةً نقل العبدريّ فيه إجماع المسلمين ودليله مع الإجماع الأحاديث الصّحيحة المشهورة وكانت زيارتها منهيًّا عنها أوّلًا ثمّ نسخ.." .
وقال في كتاب الأذكار، بعد ذكر أحاديث باب ما يقوله زائر القبور:
"ويستحب للزائر الإكثار من قراءة القرآن والذكر والدعاء لأهل تلك المقبرة وسائر الموتى والمسلمين أجمعين.
ويستحبّ الإكثار من الزيارة، وأن يكثر الوقوف عند قبور أهل الخير والفضل" .
وتشرع الزيارة في رأي الجمهور من أهل العلم للرجال والنساء عموماً، "مرّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بامرأة عند قبر وهي تبكي، فقال: اتّقي اللّه واصبري". متفق عليه .
فلم ينهها عن الجلوس عند القبر ولا أنكر عليها ذلك.
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري:
"واختلف في النّساء:
فقيل: دخلن في عموم الإذن وهو قول الأكثر. ومحلّه ما إذا أمنت الفتنة. ويؤيّد الجواز حديث الباب وموضع الدّلالة منه أنّه صلّى اللّه عليه وسلّم لم ينكر على المرأة قعودها عند القبر وتقريره حجّة.
وممّن حمل الإذن على عمومه للرّجال والنّساء عائشة، فروى الحاكم من طريق بن أبي مليكة أنّه رآها زارت قبر أخيها عبد الرّحمن فقيل لها أليس قد نهى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن ذلك قالت نعم كان نهى ثمّ أمر بزيارتها" .
قال الملا علي قاري في شرح مشكاة المصابيح، بعد ذكره أحاديث الأمر بزيارة القبور:
" فهذه الأحاديث بتعليلاتها تدلّ على أنّ النّساء كالرّجال في حكم الزّيارة، إذا زرن بالشّروط المعتبرة في حقّهنّ، ويؤيّد الخبر السّابق أنّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - مرّ بالمرأة فأمرها بالصّبر ولم ينهها عن الزّيارة، وأمّا خبر: "لعن اللّه زوّارات القبور" فمحمول على زيارتهنّ لمحرّم كالنّوح وغيره ممّا اعتدنه" .
ومما يستدل به على مشروعية زيارة القبور للنساء، حديث السيدة عائشة رضي الله عنها، وفيه تعليم النبي صلى الله لها ما تقول إذا زارت:
"وفيه دليل لمن جوّز للنّساء زيارة القبور" .ويدل على هذا حديث أنس:
" قولي: السّلام على أهل الدّيار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منّا والمستأخرين، وإنّا إن شاء الله بكم للاحقون". رواه مسلم .
قال النووي في شرحه: "وفيه دليل لمن جوّز للنّساء زيارة القبور" .

مطلب في توضيح معنى الضريح والمقام والمشهد

الضريح: أصله من ضرح أي شقّ، قال ابن منظور في لسان العرب:
".. والضّريح: الشّقّ في وسط القبر، واللحد في الجانب؛ وقال الأزهري في ترجمة لحد: والضّريح والضّريحة ما كان في وسطه، يعني القبر؛ وقيل: الضّريح القبر كلّه؛ وقيل: هو قبر بلا لحد" .
فهو القبر، سواء بني عليه شيء أم لا، وسيأتي حكم البناء في مطلب لاحق.
ويمكن أن نعرف معنى الضريح بالاصطلاح أنه هو:
مشيّدة معمارية تبنى على قبر أحد الأشخاص إبقاءً لذكراه. أما المقام: بفتح الميم، فهو يأتي ههنا بمعنى اسم المكان، من قام، ويراد به موضع القيام.
ويأتي بمعنى الإقامة، من أقام يقيم.
قال الجوهري في الصحاح: "أما المقام والمقام فقد يكون كلّ واحد منهما بمعنى الإقامة وقد يكون بمعنى موضع القيام، لأنك إذا جعلته من قام يقوم: فمفتوح، وإن جعلته من أقام يقيم: فمضموم" .
وقد يطلق على موضع القدمين، قال تعالى "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى" .
فهي كلمة تطلق على معان، فهذا الوزن الصرفي يأتي مصدراً واسم زمان واسم مكان، وقد وردت في القرآن بتلك المعاني، فمن استعمالها اسم مكان، قوله تعالى: " إن المتقين في مقام أمين" ، وقوله تعالى: " وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفرخير مقامًا وأحسن نديًّا" .
ولذلك فالمقام في العرف يمكن أن يطلق على القبر، أو على موضع أقام فيه صاحبه، أو مكان صلاته، أو مر به وعرف واشتهر، فيشاد على المكان مسجد أو بناء للذكرى والعبرة والتبرك.
وبهذا يتبين أنه يخالف الضريح من ناحية أنه ليس بالضرورة أن يكون المقام موضعاً للدفن.
وأما المشهد فهو راجع إلى الأصل اللغوي (شهد)، قال ابن فارس في مقاييس اللغة:
"الشّين والهاء والدّال: أصل يدلّ على حضور وعلم وإعلام، لا يخرج شيء من فروعه عن الّذي ذكرناه. من ذلك الشّهادة، يجمع الأصول الّتي ذكرناها من الحضور، والعلم، والإعلام. يقال شهد يشهد شهادةً، والمشهد: محضر النّاس" .
فمقامات الصالحين وقبورهم من المحاضر التي يشهدها الناس، لاستحباب الزيارة لها، والتردد إليها، والقيام فيها، كما تبين من نصوص الوحي الشريف التي قدمناها.
فالمشهد في العرف يقصد به البناء المحتوي للقبر، أو المكان الذي تتم عنده الزيارة، وعادة ما يكون فوقه قبة مبنيّة.

مطلب في ثبوت البركة لمقامات الأنبياء والصالحين ومواضع عبادتهم وقبورهم

قال مجد الدين الفيروزآبادي في القاموس المحيط: "البركة، محرّكةً: النّماء والزيادة، والسّعادة" .
وتأتي في استعمالات القرآن بمعنى "ثبوت الخير الإلهي في الشيء". ". كما قال الراغب الأصفهاني في مفرادته .
قال تعالى: "لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض" ، "وهذا ذكر مبارك أنزلناه" ، "وجعلني مباركاً" ، " إنا أنزلناه في ليلة مباركة" ، "وقل رب أنزلني منزلاً مباركاً" ، "ونزلنا من السماء ماءً مباركاً" ، " إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركًا" ، "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" .
وقد وردت أحاديث صحيحة كثيرة من طرق تفوت الحصر في إثبات البركة في الأماكن والأزمنة والذوات.
من ذلك ما بوّب به الإمام الحافظ أبوعبدالله محمد بن إسماعيل البخاري، في صحيحه، قال: باب ما ذكر من درع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وعصاه، وسيفه وقدحه، وخاتمه، وما استعمل الخلفاء بعده من ذلك ممّا لم يذكر قسمته، ومن شعره، ونعله، وآنيته ممّا يتبرّك أصحابه وغيرهم بعد وفاته" .
وذكر فيه أحاديث منها، قال: " حدّثني عبد اللّه بن محمّد، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الأسديّ، حدّثنا عيسى بن طهمان، قال: أخرج إلينا أنس نعلين جرداوين لهما قبالان، فحدّثني ثابت البنانيّ بعد، عن أنس أنّهما نعلا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم". قال فيه أيضا: "حدّثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن عاصم، عن ابن سيرين، عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه: أنّ قدح النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم انكسر، فاتّخذ مكان الشّعب سلسلةً من فضّة. قال عاصم: رأيت القدح وشربت فيه" .
ومن حديث ابن عمر في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " إنّ من الشّجر لما بركته كبركة المسلم.. الحديث" وفيه أنها النّخلة.
وروى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك، قال: كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يدخل بيت أمّ سليم فينام على فراشها، وليست فيه، قال: فجاء ذات يوم فنام على فراشها، فأتيت فقيل لها: هذا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نام في بيتك، على فراشك، قال فجاءت وقد عرق، واستنقع عرقه على قطعة أديم، على الفراش، ففتحت عتيدتها فجعلت تنشّف ذلك العرق فتعصره في قواريرها، ففزع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: ما تصنعين يا أمّ سليم؟ فقالت: يا رسول الله نرجو بركته لصبياننا، قال: أصبت" .
وأخرج أحمد بإسناد صحيح، عن ذيال بن عبيد بن حنظلة، عن جده حنظلة بن حذيم أن أباه أخذه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال حنظلة: فدنا بي إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: إنّ لي بنين ذوي لحًى، ودون ذلك، وإنّ ذا أصغرهم، فادع الله له، فمسح رأسه، وقال: بارك الله فيك، أو بورك فيه. قال ذيّال: فلقد رأيت حنظلة، يؤتى بالإنسان الوارم وجهه، أو بالبهيمة الوارمة الضّرع، فيتفل على يديه، ويقول: بسم الله، ويضع يده على رأسه، ويقول على موضع كفّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فيمسحه عليه، وقال ذيّال: فيذهب الورم .." .
وأخرج أبو داود في سننه وأحمد في مسنده من حديث البراء بن عازب مرفوعاً:
"وسئل -صلى الله عليه وسلم- عن الصّلاة في مرابض الغنم، فقال: " صلّوا فيها، فإنّها بركة" .
وفيه ثبوت البركة لبعض المخلوقات.
وأخرج أحمد في مسنده من حديث أبي سعيد الخدري، إثبات البركة في العراجين، وفيه أن التابعي الجليل الفقيه الحجة أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف سأله، قال: "يا أبا سعيد ما هذه العراجين الّتي أراك تقوّم؟ قال: هذه عراجين جعل الله لنا فيها بركةً، كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يحبّها، ويتخصّر بها، فكنّا نقوّمها، ونأتيه بها.."، إلى أن قال: "فنحن نحبّ هذه العراجين لذلك" . الحديث بتمامه.
فثبوت البركة في الذوات والأماكن والأزمنة أمر قررته الشريعة ونصوص الكتاب والسنة، وهو معلوم ليس فيه نزاع.
ومما يتعلق بخصوص أماكن الأنبياء والصالحين، والتبرك بها، فقد قال تعالى في قصة أصحاب الكهف: " قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدًا" .
ومن ذلك قوله تعالى: "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى" .
روى ابن أبي حاتم وغيره، ومن طريقهم أورد الحافظ ابن كثير في تفسيره: أنه لمّا طاف النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال له عمر: هذا مقام أبينا إبراهيم؟ قال: نعم، قال: أفلا نتّخذه مصلى؟ فأنزل اللّه عزّ وجلّ: "اتّخذوا من مقام إبراهيم مصلى" .
فسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه طلب أن يتخذ موضع سيدنا إبراهيم مصلى فنزل الوحي موافقًا له .
ومن ذلك، حرص سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الدفن في حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها تبركاً بالموضع المجاور لقبر النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق رضي الله عنه، وقوله قبيل موته " ما كان شيء أهم إلي من ذلك المضجع"، وقولها: "كنت أريده لنفسي"، لكنها آثرته به.
وهو فيما أخرجه البخاري في صحيحه عن عمرو بن ميمون الأوديّ، قال: "رأيت عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه، قال: يا عبد اللّه بن عمر، اذهب إلى أمّ المؤمنين عائشة رضي اللّه عنها، فقل: يقرأ عمر بن الخطّاب عليك السّلام، ثمّ سلها، أن أدفن مع صاحبيّ، قالت: كنت أريده لنفسي فلأوثرنّه اليوم على نفسي، فلمّا أقبل، قال: له ما لديك؟ قال: أذنت لك يا أمير المؤمنين، قال: " ما كان شيء أهمّ إليّ من ذلك المضجع، فإذا قبضت فاحملوني، ثمّ سلّموا، ثمّ قل: يستأذن عمر بن الخطّاب، فإن أذنت لي، فادفنوني، وإلّا فردّوني إلى مقابر المسلمين.." الحديث .
ومن ذلك، تتبع سيدنا الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما آثار النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا معلوم من سيرته مروي عنه من طرق متعددة، منها ما في صحيح البخاري من رواية موسى بن عقبة، قال: رأيت سالم بن عبد اللّه يتحرّى أماكن من الطّريق فيصلّي فيها، ويحدّث أنّ أباه كان يصلّي فيها «وأنّه رأى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يصلّي في تلك الأمكنة». وحدّثني نافع، عن ابن عمر أنّه كان يصلّي في تلك الأمكنة، وسألت سالمًا، فلا أعلمه إلّا وافق نافعًا في الأمكنة كلّها إلّا أنّهما اختلفا في مسجد بشرف الرّوحاء .
ومنها ما أخرجه ابن حبّان في صحيحه عن نافع قال: "كان ابن عمر يتتبّع آثار رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وكلّ منزل نزله رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ينزل فيه، فنزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم تحت سمرة، فكان ابن عمر يجيء بالماء، فيصبّه في أصل السمرة كي لا تيبس"، وبوب له ابن بلبان بقوله: ذكر تتبع ابن عمر آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم واستعماله سنته بعده .
ومنها ما أخرجه ابن حبّان في صحيحه عن نافع قال: "كان ابن عمر يتتبّع آثار رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وكلّ منزل نزله رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ينزل فيه، فنزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم تحت سمرة، فكان ابن عمر يجيء بالماء، فيصبّه في أصل السمرة كي لا تيبس"، وبوب له ابن بلبان بقوله: ذكر تتبع ابن عمر آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم واستعماله سنته بعده .
وقد تقرر إجماع الأمة على فضل زيارة قبره صلى الله عليه وآله وسلم، وفي معناه سائر قبور الأنبياء والصالحين، قال حجة الإسلام أبو حامد الغزالي رحمه الله: "وكل من يتبرك بمشاهدته في حياته يتبرك بزيارته بعد وفاته" .
فالوقوف على مشاهد الأنبياء والصحابة والصالحين، سواء كانت قبورهم أو أماكن عبادتهم أو المواطن المنسوبة إليهم من أسباب التقرب إلى الله تعالى، فإن زيارة القبو ر قربة وعمل صالح مستحب مسنون، والاعتبار والتذكر والتأمل في المشاهد الشريفة والتبرك بها، له أثر في الاستزادة من معرفة سيرهم والاقتداء بهم، وتقوية الصلة الإيمانية والمحبة والولاء لسلف الأمة.
ولذلك لم تزل الأمة تعرف لتلك الأماكن حرمتها، ويتسلسل في أسانيد الثقات الأثبات أخبار التعريف بها والتوقيف عليها وتبيين مواضعها.
وقد أخرج البخاري في الصحيح وغيره حديث سيدنا موسى عليه السلام وقصة ملك الموت، وفيه وصفه صلى الله عليه وسلم لموضع دفن سيدنا موسى عليه السلام:
".. فسأل اللّه عزّ وجلّ أن يدنيه من الأرض المقدّسة رميةً بحجر، قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: فلو كنت ثمّ، لأريتكم قبره إلى جانب الطّريق تحت الكثيب الأحمر" .
وعقد البخاري، شيخ الإسلام وإمام الحفاظ، في الصحيح الذي تلقته الأمة بالقبول باباً ترجمه بقوله:
"باب: المساجد الّتي على طرق المدينة، والمواضع الّتي صلّى فيها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم" ، ذكر فيه أحاديث مسندة تبين مواضع صلاته صلى الله عليه وسلم فيما بين المدينة ومكة.
قال الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني في شرحه من "فتح الباري":
"ومحصل ذلك أن ابن عمر كان يتبرّك بتلك الأماكن، وتشدّده في الاتّباع مشهور، ولا يعارض ذلك ما ثبت عن أبيه أنّه رأى النّاس في سفر يتبادرون إلى مكان فسأل عن ذلك فقالوا قد صلّى فيه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال من عرضت له الصّلاة فليصلّ وإلّا فليمض فإنّما هلك أهل الكتاب لأنّهم تتبّعوا آثار أنبيائهم فاتّخذوها كنائس وبيعًا، لأنّ ذلك من عمر محمول على أنّه كره زيارتهم لمثل ذلك بغير صلاة، أو خشي أن يشكل ذلك على من لا يعرف حقيقة الأمر فيظنّه واجبًا، وكلا الأمرين مأمون من ابن عمر، وقد تقدّم حديث عتبان وسؤاله النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أن يصلّي في بيته ليتّخذه مصلًّى وإجابة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إلى ذلك، فهو حجّة في التّبرّك بآثار الصّالحين" .

مطلب كيفية زيارة الأضرحة والمقامات والقبور وآدابها

هناك آداب وسنن ينبغي لزائر الأضرحة والمقامات والقبور أن يأتي بها، لينال الأجر والثواب الجزيل من زيارته، ويكمل له الاتباع للسنة النبوية، وهي أمور منها ما هو واجب، لابد من مراعاته، ومنها ما هو مستحب، يثاب على فعله ولا يعاقب على تركه، منها:

  • النية والإخلاص لوجه الله تعالى:
  • كل أعمال الخير تشرع لها النية، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى" رواه البخاري .
    فينوي بزيارة القبور الاقتداء والتأسي بالنبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فقد كان يزور القبور وأمر بزيارتها، قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: "كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- كلما كان ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع..". أخرجه مسلم .

  • النظافة والطهارة:
  • قال الله تعالى: " يا بني آدم خذوا زينتكم عند كلّ مسجد " ، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "الطهور شطر الإيمان" ، وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن" .
    فيستحب أن يتوضأ الزائر ويتطهر ويلبس من أحسن ثيابه، وقد وردت السنة المطهرة بطلب ذلك في مواطن اجتماع الناس، وخاصة يوم الجمعة.
    عن سلمان الفارسيّ رضي الله عنه قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهّر ما استطاع من طهر ويدّهن من دهنه أو يمسّ من طيب بيته ثمّ يخرج فلا يفرّق بين اثنين ثمّ يصلّي ما كتب له ثمّ ينصت إذا تكلّم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى" .
    ويحافظ على نظافة المكان فإن إكرام الميت كإكرام الحي. روي عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " إنّ اللّه طيّب يحبّ الطّيّب، نظيف يحبّ النّظافة، كريم يحبّ الكرم، جواد يحبّ الجود، فنظّفوا أفنيتكم" .

  • ويتجنب عند زيارة القبور اختلاط الرجال بالنساء.
  • والمقصود هنا هو الاختلاط المحرم، أما زيارة الرجل مع أهله ومحارمه فلا بأس بها، لما قدمنا من أقوال العلماء في مشروعية الزيارة للرجال والنساء.
    ويراعى في ذلك الاحتشام وترك المزاحمة والتضييق، فهذا مطلوب عمومًا، ويتأكد طلبه في المواضع المباركة الشريفة، فعن أبي أسيد الأنصاري: "أنّه سمع رسول اللّه -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرّجال مع النّساء في الطّريق فقال للنّساء: استأخرن فإنّه ليس لكنّ أن تحققن الطّريق عليكنّ بحافّات الطّريق" .

  • ويجتنب عادات أهل الجاهلية المنهي عنها.
  • مثل رفع الصوت والصراخ، وإظهار الجزع بالنياحة وشق الجيوب واللطم، فهي من المحرمات، ولا بأس بالبكاء لمن غلبه ذلك، أو كان لتذكر الآخرة والمصير.
    ويتنزه الزائر عن الخوض في حديث الدنيا في مواضع التذكر والاعتبار، وأشد من ذلك الغيبة والنميمة، فإنهما من المعاصي التي يتساهل الناس بها.
    ويستدل لما سبق بقوله تعالى: "واغضض من صوتك" . وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "ليس منّا من لطم الخدود وشقّ الجيوب ودعا بدعوى الجاهليّة". رواه البخاري ومسلم .

  • السلام على المقصود بالزيارة، وعلى من حوله من أموات المسلمين.
  • قالت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها: "قلت: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال: قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون". أخرجه مسلم .
    وفي رواية أخرى لمسلم، عن بريدة مرفوعاً: "السّلام عليكم أهل الدّيار من المؤمنين والمسلمين وإنّا إن شاء اللّه للاحقون أسأل اللّه لنا ولكم العافية" .
    ولا ينبغي للزائر أن يرفع صوته أو يصخب أو يستعمل ألفاظاً مخالفةً للشرع في السلام والدعاء.
    وليعلم الزائر أن الأموات يشعرون به ويأنسون لزيارته ويسمعونه، وقد روى البيهقي في شعب الإيمان أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من صلّى عليّ عند قبري سمعته، ومن صلّى عليّ نائيًا أبلغته" . وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من أحد يمرّ بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فيسلّم عليه إلا عرفه وردّ عليه السلام" . ولذلك يستحب أن يسلّم على الميت كما لو كان يسلّم عليه حياً، وذلك بأن يستقبل وجهه ويدنو من القبر من جهة القبلة بوقار وخشوع وأدب.
    ويستقبل القبر ويستدبر القبلة ويدعو، فقد روى القاضي عياض في كتاب" الشفا" أن الخليفة المنصور لما حجّ وزار قبر النبي صلّى الله عليه وسلّم سأل الإمام مالكًا قائلاً: يا أبا عبد الله، أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال الإمام مالك: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى الله تعالى يوم القيامة؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله تعالى. قال الله تعالى "ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيما" .

  • مراعاة آداب الدخول إلى المقام.
  • فإن كان يدخل لمسجد مجاور للقبر، فيقدّم رجله اليمنى، ويقول: (بسم الله، اللهم صلّ على سيدنا محمد وآله وسلم، اللهم اغفر لي وافتح لي أبواب رحمتك، أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم".
    ثم يأتي الضريح فيستقبله من جهة القبلة أي من جهة وجه المدفون، فيقف بينه وبين القبلة، و أي موضع وقف محاذيا له من أمامه كان حسناً، وإذا كان ازدحام شديد منعه من الوقوف أمامه فيقف في أي ناحية، ويسلم بأدب، وخشوع يناسب حال التذكر والاعتبار، فارغ القلب من علائق الدنيا، مستحضراً في قلبه منزلة من هو بحضرته إن كان مقام نبي مرسل، أو صحابي، أو شهيد، أو صالح من أولياء هذه الأمة.

  • الاعتبار بالموت، وحال الدار الآخرة.
  • قال الله تعالى: "كلّ من عليها فان ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام" .
    وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ".. فزوروا القبور فإنها تذكر الموت" أخرجه مسلم .
    وأخرج الترمذي بسند حسن أن سيدنا عثمان "كان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي من هذا؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن القبر أول منازل الآخرة؛ فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه" .
    وأخرج أيضا عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أكثروا ذكر هاذم اللذات يعني الموت" .

  • قراءة القرآن، وإهداء الثواب للأموات.
  • يستحب للزائر أن يقرأ ما تيسر من القرآن، فهي من خير ما يقدّمه للمزور، فالقرآن نور للأحياء والأموات، وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن نقرأ القرآن على الأموات. ومن ذلك قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة. وعن سيدنا معقل بن يسار رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "اقرؤوا يس على موتاكم". أخرجه أبو داود .
    وقد كانت القراءة على القبور سنةً جاريةً بين السلف الصالح.
    أخرج البيهقي عن العلاء بن اللجلاج عن أبيه أنه قال لبنيه: "إذا أدخلتموني قبري اقرؤوا عند رأسي أول البقرة وخاتمتها؛ فإني رأيت ابن عمر يستحب ذلك" . قال الإمام النووي: إسناده حسن .
    قال الإمام النووي في الأذكار: "قال الشافعي والأصحاب: يستحب أن يقرؤوا عنده شيئاً من القرآن، قالوا: فإن ختموا القرآن كله كان حسناً" .
    وقال أيضاً في شرح صحيح مسلم: "واستحب العلماء قراءة القرآن عند القبر" .
    وأخرج الخلال شيخ الحنابلة في جزء (القراءة عند القبور) عن الزعفراني، قال: سألت الشافعي عن القراءة عند القبر فقال: لا بأس به .
    وأخرج عن الإمام الشّعبي أنه قال: كانت الأنصار إذا مات لهم الميت اختلفوا إلى قبره يقرؤون عنده القرآن .

  • الدعاء للميت بالمغفرة والرحمة ورفع الدرجات.
  • يستحب أن يشتغل بعد السلام وقراءة ما يتيسر من القرآن بالدعاء، فيدعو بما يفتح الله تعالى به على الزائر، ويقدم الدعوات المأثورة.
    قال الله تعالى: "والّذين جاءوا من بعدهم يقولون ربّنا اغفر لنا ولإخواننا الّذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاًّ للّذين آمنوا ربّنا إنّك رءوف رحيم" .
    وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا زار القبور قال: "يرحم الله المستقدمين منّا والمستأخرين" ،وعلّم الصحابة أن يقولوا: "أسأل الله لنا ولكم العافية" . أخرجه مسلم.
    وعن عوف بن مالك قال: صلّى رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم على جنازة فحفظت من دعائه وهو يقول: "اللّهمّ اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسّع مدخله، واغسله بالماء والثّلج والبرد، ونقّه من الخطايا كما نقّيت الثّوب الأبيض من الدّنس، وأبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلاً خيرًا من أهله، وزوجًا خيرًا من زوجه، وأدخله الجنّة وأعذه من عذاب القبر، أو من عذاب النّار". قال: حتّى تمنّيت أن أكون أنا ذلك الميّت .
    إلى غير ذلك من الأحاديث الدالة على استحباب الدعاء لهم، قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتاب الأذكار: "يستحب للزائر الإكثار من قراءة القرآن والذكر، والدعاء لأهل تلك المقبرة وسائر الموتى والمسلمين أجمعين" .

  • الدعاء لنفسه وللمزور ولمن أحب وللمسلمين بالخير.
  • فإن رقة القلب مظنة استجابة الدعاء، وزيارة القبور ـ كما جاء في الحديث ـ موضع رقة القلوب، وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعو لنفسه عند زيارة القبور، كما ورد فيما أخرج الإمام مسلم في صحيحه أنه كان إذا زار القبور قال:" يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين" ، وكان يعلم الصحابة أن يقولوا: "أسأل الله لنا ولكم العافية" أخرجه مسلم ، ويقول: "اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم" أخرجه أحمد وأبو داود .
    ولا سيما إذا كانت القبور للصالحين فإن الإجابة أقرب؛ قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب رضوان الله تعالى عليهم: " قيل: كانت من الصالحات العوابد، والدعاء مستجاب عند قبرها" .
    وقال في ترجمة معروف الكرخي: " وعن إبراهيم الحربيّ، قال: قبر معروف التّرياق المجرّب، يريد إجابة دعاء المضطر عنده؛ لأنّ البقاع المباركة يستجاب عندها الدّعاء" .
    وقال الإمام المقرئ ابن الجزري رحمه الله تعالى في "عدة الحصن الحصين" عند تعداد أماكن إجابة الدعاء: "عند قبور الأنبياء عليهم السلام" ، قال: "وجرب استجابة الدعاء عند قبور الصالحين" .
    قال الشوكاني: "وجه ذلك مزيد الشرف، ونزول البركة، وقد قدمنا أنها تسري بركة المكان على الداعي، كما تسري بركة الصالحين الذاكرين الله سبحانه على من دخل فيهم ممن ليس هو منهم، كما يفيده قوله صلى الله عليه وسلم: هم القوم لا يشقى بهم جليسهم" .

  • التزام الهدي النبوي في التصرفات والأعمال المتعلقة بالزيارة.
  • فيجتنب الطواف وإلصاق الجسم بالقبور، وغيرها مما يتعاطاه بعض العوام لعدم انضباط تصرفاتهم بميزان العلم والالتزام بالسنة.
    قال الإمام النووي في كتابه المجموع شرح المهذب:
    " فرع: لا يجوز أن يطاف بقبره صلى الله عليه وآله وسلم ويكره إلصاق الظهر والبطن بجدار القبر، قاله أبو عبيد الله الحليمي وغيره.
    قالوا: ويكره مسحه باليد وتقبيله، بل الأدب أن يبعد منه كما يبعد منه لو حضره في حياته صلى الله عليه وآله وسلم، هذا هو الصواب الذي قاله العلماء وأطبقوا عليه، ولا يغتر بمخالفة كثيرين من العوام وفعلهم ذلك. فإن الاقتداء والعمل إنما يكون بالأحاديث الصحيحة وأقوال العلماء، ولا يلتفت إلى محدثات العوام وغيرهم وجهالاتهم" .
    وقد اختلف في مسح القبر وما حوله وتقبيله وقد ورد فعله عن بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ونص أحمد بن حنبل على أنه لا بأس به، قال الحافظ الذهبي: " وقد ثبت أن عبد الله سأل أباه عمن يلمس رمانة منبر النبي -صلى الله عليه وسلم- ويمس الحجرة النبوية، فقال: لا أرى بذلك بأساً" .
    وروى ابن أبي شيبة في المصنف عن يزيد بن عبد الله بن قسيط قال: "رأيت نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا خلا لهم المسجد قاموا إلى رمانة المنبر فمسحوها ودعوا".
    وإنه من الغلو المنكر ما يفعله بعض المتنطعين من اتهام الناس في أديانهم وعقيدتهم بالشرك وعبادة غير الله بسبب بعض المسائل التي يخطؤون فيها، ومن أشد أولئك غلوًا من يكفر المسلمين بمسائل من الفقه مختلف فيها.
    ولينظر المتأمل عبارة الحافظ الذهبي في معجم الشيوخ، وحسن بيانه، قال رحمه الله:
    ".. عن نافع، عن ابن عمر: أنّه كان يكره مسّ قبر النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.
    قلت: كره ذلك لأنّه رآه إساءة أدب، وقد سئل أحمد بن حنبل عن مسّ القبر النّبويّ وتقبيله، فلم ير بذلك بأسًا، رواه عنه ولده عبد اللّه بن أحمد.
    فإن قيل: فهلا فعل ذلك الصحابة؟ قيل: لأنهم عاينوه حيا وتملوا به وقبلوا يده وكادوا يقتتلون على وضوئه واقتسموا شعره المطهر يوم الحج الأكبر، ونحن فلما لم يصح لنا مثل هذا النصيب الأوفر ترامينا على قبره بالالتزام والتبجيل والاستلام والتقبيل، ألا ترى كيف فعل ثابت البناني؟ كان يقبل يد أنس بن مالك ويضعها على وجهه ويقول: يد مست يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وهذه الأمور لا يحركها من المسلم إلا فرط حبه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، إذ هو مأمور بأن يحب الله ورسوله أشد من حبه لنفسه، وولده والناس أجمعين، ومن أمواله، ومن الجنة وحورها، ألا ترى الصحابة في فرط حبهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، قالوا: ألا نسجد لك؟ فقال: لا. فلو أذن لهم لسجدوا له سجود إجلال وتوقير لا سجود عبادة، كما قد سجد إخوة يوسف عليه السلام ليوسف، وكذلك القول في سجود المسلم لقبر النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل التعظيم والتبجيل لا يكفر به أصلاً بل يكون عاصياً، فليعرف أن هذا منهي عنه، وكذلك الصلاة إلى القبر" .

مطلب في مشروعية التوسل واستحبابه

قال تعالى : " يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا اللّه وابتغوا إليه الوسيلة " ، وقال تعالى : " أولئك الّذين يدعون يبتغون إلى ربّهم الوسيلة أيّهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إنّ عذاب ربّك كان محذورًا " ، وقال تعالى : " ولو أنّهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا اللّه واستغفر لهم الرّسول لوجدوا اللّه توّابًا رحيمًا" .
التوسل: التقرب، وفي الشريعة: تقرب الداعي إلى الله تعالى بسبب مشروع يرجو به القبول، كسؤال الله بذاته أو بصفاته وبأسمائه أو بعمل صالح أو بأحد خلقه كالأنبياء أو الصالحين أو الملائكة.
قال ابن منظور في لسان العرب: "والوَسِيلة: القربة، ووَسَّلَ فلانٌ إِلى اللَّهِ وسيلَة: إِذا عمل عملًا تقرَّب به إِليه. والوَاسِل: الراغِب إِلى اللَّه"، وقال: "وتَوَسَّلَ إِليه بكذا: تقرَّب إِليه بحُرْمَةِ آصِرةٍ تُعْطفه عليه" .
فمن التوسل المسنون: طلب الداعي حاجته من الله تعالى بجاه النبي أو أي عبد مقرّب عند الله تعالى.
ومعنى الجاه: المنزلة والمكانة، وهي منبثقة من محبة الله تعالى لذلك النبي أو الملك أو المؤمن، فهو راجع لصفة من صفات الله تعالى؛ وهي محبته لذلك المتوسّل به.
وفي معنى الجاه: المنزلة، والبركة، والحق، والمكانة، فسواء قال المؤمن: بجاه فلان، أو بمنزلته، أو ببركته، أو بحقه، أو بمكانته؛ فكلها بمعنى واحد، وهو الطلب من الله تعالى بمحبته لذلك المتوسل به.
وأصل التوسل من الأمور المجمع عليها بين المسلمين، وإنما حصل خلاف في بعض صوره، وهي من مسائل الفقه التي حاول بعضهم منعها دون مستند، وقد تضافرت أدلة الشرع الكريم على جوازها، بل ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه الكرام ومن بعدهم من العلماء.
فعن سيدنا عثمان بن حنيف رضي الله عنه أنّ رجلاً ضرير البصر أتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: ادع اللّه لي أن يعافيني، فقال: إن شئت أخّرت لك وهو خير وإن شئت دعوت، فقال: ادعه، فأمره أن يتوضّأ فيحسن وضوءه ويصلّي ركعتين ويدعو بهذا الدّعاء: "اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيك محمّد نبيّ الرّحمة يا محمّد إنّي توجّهت بك إلى ربّي في حاجتي هذه لتقضى اللّهمّ شفّعه فيّ"( ) .
وروى البخاري عن سيدنا أنس بن مالك أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، فقال: "اللهم إنّا كنّا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، قال: فيسقون" ( ) .
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من خرج من بيته إلى الصلاة، فقال: "اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وأسألك بحق ممشاي هذا، فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا رياء ولا سمعة، بل خرجت اتقاء سخطك، وابتغاء مرضاتك، فأسألك أن تعيذني من النار، وأن تغفر لي ذنوبي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، أقبل الله عليه بوجهه، واستغفر له سبعون ألف ملك"( ).
ولا فرق في التوسل بين أن يكون المتوسّل به حياً أو ميتاً؛ إذ إن المسلم يتوسل إلى الله تعالى بالنبي أو بالمؤمنين لأن الله تعالى يحبه، ومحبة الله تعالى لنبي من أنبيائه أو محبته للمؤمنين من عباده لا تزول بعد الوفاة، بل تلك المحبة باقية، وما دامت باقية فالتوسل بها باق.
عن مالك الدار، قال: وكان خازن عمر رضي الله عنه على الطعام , قال: "أصاب الناس قحط في زمن عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله! استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتي الرجل في المنام فقيل له: ائت عمر فأقرئه السلام، وأخبره أنكم مسقيّون.."( ). وسيدنا عمر والصحابة رضي الله عنهم لم ينكروا ذلك.
وقد جرى على هذا فعل المؤمنين في كل عصر ومصر، بل بوّب العلماء لحديث سيدنا عثمان بن حنيف السابق بـ ( باب صلاة الحاجة )؛ إشارة إلى أنه كلما أراد المؤمنون حاجة توسلوا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكذلك فإن فعل سيدنا عمر رضي الله عنه يشير أن للمؤمن أن يتوسل بالعباد المؤمنين في حاجته خاصة، وفي الحاجة العامة التي تنزل بهم، ولم ينكر أحد عليه، لا من الصحابة رضي الله تعالى عنهم، ولا من العلماء من بعدهم. وما قاله بعض من لا يعتد به من جواز التوسل بالحي دون الميت موهم أن للحي استقلالاً بالنفع والضر من دون الله تعالى، وهذا ينافي أصل الاعتقاد والتوحيد.
قال شيخ الإسلام تقي الدين السّبكي رحمه الله تعالى في شفاء السقام:
"اعلم أنه يجوز ويحسن التوسل والاستعانة والتشفع بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى ربه سبحانه وتعالى، وجواز ذلك وحسنه من الأمور المعلومة لكل ذي دين، المعروفة من فعل الأنبياء والمرسلين، وسير السلف الصالحين، والعلماء والعوام من المسلمين" .
وقد اتفقت كلمة جمهور علماء المذاهب الأربعة على جوازه وحسنه.
( تنبيه ) : وهنا ننبه إلى أنه ليس لكل أحد أن يدّعي بأن فلاناً من أولياء الله تعالى، وفلان من الصالحين، دون ضوابط شرعية يتفق عليها أهل العلم والمعرفة بهذا الشأن، بل ينبغي هنا أن نهتم بقبور الأنبياء والمرسلين والصحابة وأئمة المسلمين السابقين ، ولا نغالي في الزيادة بادعاء بعض من لا يوثق به في هذا الزمان بولاية أناس معاصرين لإقامة القباب والمشاهد والمساجد على قبورهم وأضرحتهم ، فإن السلف السابقين من الأنبياء والصحابة وأئمة أهل البيت لن يأتي بعدهم من يوازيهم ويماثلهم في الفضل والمنزلة ، نسأل الله تعالى أن يدخلنا جميعاً في عباده الصالحين المقبولين.

مطلب في مشروعية بناء المساجد عند القبور

قال الله تعالى: "فقالوا ابنوا عليهم بنيانًا ربّهم أعلم بهم قال الّذين غلبوا على أمرهم لنتّخذنّ عليهم مسجدًا" .
ومن المعلوم عند جميع المسلمين أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دفن في بيته الذي توفي فيه الملاصق لمسجده باتفاق الصحابة وإجماعهم، ثم دفن بجانبه صاحباه سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر رضي الله تعالى عنهما في تلك الحجرة المشرّفة، التي أدخلت في عهد التابعين في مسجده الشريف زمن ولاية عمر بن عبد العزيز على المدينة. وقد أخبر النبي بأن ما بين قبره ومنبره قطعة من الجنة، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة" ( ).
نعم المعهود دفن موتى المسلمين في المقابر المعدة، لكن قد جرت عادة أهل الإسلام ببناء المساجد عند بعض المقابر أو بجانبها؛ رجاء عودة بركة الصلوات وقراءة القرآن على الميت، وكذلك لأن بعض المدافن والقبور محل اجتماع الناس فيهيئ المسجد ليصلوا المكتوبات إذا أدركتهم، وليسهل لمن أراد التنفل.
أما حديث لعن اليهود والنصارى لاتخاذ قبور أنبيائهم مساجد، فهذا بعض كلام الأئمة فيه:

  • الإمام البخاري ذكر الحديث في أكثر من موضع، وترجم له مرة بقوله: " باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور" .

  • وقوله: "ما يكره من اتخاذ.." مقتضاه أنه ليس كل بناء مكروهاً لأن "من" للتبعيض، ولذا ذكره بعد بثمانية أبواب وترجم بقوله: " باب بناء المسجد على القبر" وهذه الترجمة الثانية تدل على اختيار الإمام البخاري جواز ذلك.
    قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: " (قوله باب ما يكره من اتّخاذ المساجد على القبور) ترجم بعد ثمانية أبواب: (باب بناء المسجد على القبر). قال ابن رشيد: الاتّخاذ أعمّ من البناء، فلذلك أفرده بالتّرجمة، ولفظها يقتضي أنّ بعض الاتّخاذ لا يكره فكأنّه يفصل بين ما إذا ترتّبت على الاتّخاذ مفسدة أو لا.." .

  • قال الإمام الحافظ ابن عبد البر في التمهيد: "وقد احتج بعض من لا يرى الصلاة في المقبرة بهذا الحديث ولا حجة له فيه" .

  • وقال رحمه الله تعالى أيضاً: " زعم قوم أنّ في هذا الحديث ما يدل على كراهية الصلاة في المقبرة وإلى القبور وليس في ذلك عندي حجة"

  • قال الإمام ابن بطّال في شرح صحيح البخاري:

"فإن قيل: فهل يجوز أن يبنى المسجد على قبور المسلمين، وهل يدخل في معنى ذلك لعنة اليهود والنصارى لاتخاذهم قبور أنبيائهم مساجد؟ قيل: لا يدخل ذلك؛ لافتراق المعنى وذلك أنه عليه الصلاة والسلام أخبر أن اليهود يتخذون قبور أنبيائهم مساجد ويقصدونها بعبادتهم، وقد نسخ الله جميع المعبودات بالإسلام والتوحيد وأمر بعبادته وحده لا شريك له" .
فإذا كان الحديث ليس كما يفهمه المغالون في الإنكار، فإن الأدلة قد تضافرت على جواز الصلاة في البناء الذي يكون بجانب القبر أو عليه ويدل عليه الآتي:
  1. أن سيدتنا عائشة رضي الله عنها - وهي ممن روى حديث اللعن السابق- كانت تصلي في حجرتها وفيها ثلاثة قبور فقد روى الإمام مسلم في صحيحه، عن هشام بن عروة قال: كان أبو هريرة يحدّث ويقول: اسمعي يا ربّة الحجرة، اسمعي يا ربّة الحجرة، وعائشة تصلّي فلمّا قضت صلاتها قالت لعروة: ألا تسمع إلى هذا ومقالته آنفًا. إنّما كان النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يحدّث حديثًا لو عدّه العادّ لأحصاه .

ومن المعلوم أن سيدنا عروة ولد أوائل خلافة سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه كما نص على ذلك الحافظ ابن حجر في التقريب (ت 4561)، أي: أنه حال سماعه لكلام أبي هريرة كانت القبور الثلاثة في الحجرة وسيدتنا عائشة رضي الله عنها تصلي في الحجرة.
والسيدة عائشة رضي الله عنها هي من هي فقهًا وعلمًا، أضف إلى ذلك أنها روت الحديث، فلو كان يدل على التحريم لما خفي عليها.
  1. روى الطبراني والبزار عن ابن عمر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " في مسجد الخيف قبر سبعين نبيّاً" .

  2. جاء في المدونة: " قلت لابن القاسم: هل كان مالك يوسع أن يصلي الرجل وبين يديه قبر يكون سترة له؟ قال: كان مالك لا يرى بأسا بالصلاة في المقابر، وهو إذا صلى في المقبرة كانت القبور أمامه وخلفه وعن يمينه وعن يساره.
    قال: وقال مالك: لا بأس بالصلاة في المقابر.
    قال وبلغني: أن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يصلون في المقبرة" .

نموذج ما يقوله في السلام والزيارة لأضرحة الأنبياء والصحابة والعلماء والصالحين

قد ذكرنا فيما سبق من سنن وآداب الزيارة السلام على صاحب القبر والدعاء، وهنا نذكر صيغة السلام والدعاء .
فإذا كان صاحب الضريح نبياً يقول : السلام عليك يا نبي الله ، السلام عليك يا حبيب الله ، السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا سيدي ........ ، السلام عليك يا من دعا إلى الله ، السلام عليك وعلى أهل بيتك وأزواجك وأصحابك المتقين ، السلام عليك وعلى سائر النبيين ، وجميع عباد الله الصالحين ، جزاك الله عن أمتك خير الجزاء ، وصلى الله عليك وسلم وعلى أتباعك وأنصارك ، أشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله وخيرته من خلقه ، وأشهد أنك نبي من أنبياء الله ، وأشهد أنك بلّغت الرسالة وأدّيت الأمانة ، ونصحت الأمّة ، فجزاك الله خير الجزاء ، اللهم إني أتوسل إليك بنبيك ......... أن ترحمنا وتعفو عنا وتحيينا حياة السعداء حياة من تحب بقاءه ، وأن تتوفانا وفاة الشهداء وفاة من تحب لقاءه ، وأن تختم لنا بخاتمة السعادة ، وأن ترزقنا السعادة في الدنيا والآخرة ، اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وأعوذ بك من شر ما استعاذك منه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
ويدعو الله تعالى بما شاء ويتوسل إليه تعالى بجاه هذا النبي بما أراد.
وإذا كان صاحب الضريح صحابياً يقول : السلام عليك يا صاحب رسول الله ، السلام عليك يا حبيب الله ، السلام عليك يا ولي الله ، (وإن كان صحابيا شهيدا زاد: السلام عليك أيها الشهيد) ، السلام عليك أيها العبد الصالح ، السلام عليك أيها المجاهد ، السلام عليك يا من أطاع الله ، السلام عليك يا من أجاب الله ، السلام عليك يا من أطاع رسول الله ، السلام عليك يا سيدي ........ ، جزاك الله تعالى خير ما يجازي عباده الصالحين ، وأولياؤه المقربين ، ورفع الله منزلتك مع سيد المرسلين والنبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، السلام على جميع عباد الله الصالحين ، نشهد أنك أديت الأمانة ، وخدمت رسولك صلى الله عليه وآله وسلم في أداء هذه الرسالة ، اللهم إني أتوسل إليك بسيدنا ......... أن ترحمنا وتعفو عنا وتحيينا حياة السعداء حياة من تحب بقاءه ، وأن تتوفانا وفاة الشهداء وفاة من تحب لقاءه ، وأن تختم لنا بخاتمة السعادة ، وأن ترزقنا السعادة في الدنيا والآخرة ، اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وأعوذ بك من شر ما استعاذك منه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
ويدعو الله تعالى بما شاء ويتوسل إليه تعالى بجاه هذا الصحابي بما أراد.
وإذا كان صاحب الضريح ولياً يقول : السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا حبيب الله ، السلام عليك أيها العبد الصالح ، السلام عليك أيها المجاهد ، السلام عليك يا من أطاع الله ، السلام عليك يا من أجاب الله ، السلام عليك يا من أطاع رسول الله ، السلام عليك يا سيدي ........ ، جزاك الله تعالى خير ما يجازي عباده الصالحين ، وأولياءه المقربين ، ورفع الله منزلتك مع سيد المرسلين والنبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، السلام على جميع عباد الله الصالحين ، نشهد أنك أديت الأمانة ، وخدمت رسولك صلى الله عليه وآله وسلم في أداء هذه الرسالة ، اللهم إني أتوسل إليك بسيدنا ......... أن ترحمنا وتعفو عنا وتحينا حياة السعداء حياة من تحب بقاءه ، وأن تتوفانا وفاة الشهداء وفاة من تحب لقاءه ، وأن تختم لنا بخاتمة السعادة ، وأن ترزقنا السعادة في الدنيا والآخرة ، اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وأعوذ بك من شر ما استعاذك منه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
ويدعو الله تعالى بما شاء ويتوسل إليه تعالى بجاه هذا الولي بما أراد.

نموذج صيغة السلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

قال العلامة ابن الهمام الحنفي في كتابه فتح القدير:
"وينبغي أن يكون وقوف الزّائر على ما ذكرنا ، بخلاف تمام استدبار القبلة واستقباله صلى الله عليه وآله وسلم فإنّه يكون البصر ناظرًا إلى جنب الواقف ، وعلى ما ذكرنا يكون الواقف مستقبلاً وجهه عليه الصّلاة والسّلام وبصره فيكون أولى ، ثمّ يقول في موقفه : السّلام عليك يا رسول اللّه ، السّلام عليك يا خير خلق اللّه ، السّلام عليك يا خيرة اللّه من جميع خلقه ، السّلام عليك يا حبيب اللّه ، السّلام عليك يا سيّد ولد آدم ، السّلام عليك أيّها النّبيّ ورحمة اللّه وبركاته يا رسول اللّه، إنّي أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له وأنّك عبده ورسوله وأشهد أنّك يا رسول اللّه قد بلّغت الرّسالة وأدّيت الأمانة ونصحت الأمّة وكشفت الغمّة ، فجزاك اللّه عنّا خيرًا ، جزاك اللّه عنّا أفضل ما جازى نبيًّا عن أمّته.
اللّهمّ أعط سيّدنا عبدك ورسولك محمّدًا الوسيلة والفضيلة، والدّرجة العالية الرّفيعة، وابعثه المقام المحمود الّذي وعدته، وأنزله المنزل المقرّب عندك، إنّك سبحانك ذو الفضل العظيم.
ويسأل اللّه تعالى حاجته متوسّلاً إلى اللّه بحضرة نبيّه عليه الصّلاة والسّلام.
وأعظم المسائل وأهمّها سؤال حسن الخاتمة والرّضوان والمغفرة، ثمّ يسأل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم الشّفاعة فيقول:
يا رسول اللّه أسألك الشّفاعة، يا رسول اللّه أسألك الشّفاعة وأتوسّل بك إلى اللّه في أن أموت مسلمًا على ملّتك وسنّتك.
هذا وليبلّغ سلام من أوصاه بتبليغ سلامه فيقول: السّلام عليك يا رسول اللّه من فلان بن فلان , أو فلان بن فلان يسلّم عليك يا رسول اللّه.
يروى أنّ عمر بن عبد العزيز رحمه اللّه كان يوصي بذلك ويرسل البريد من الشّام إلى المدينة الشّريفة بذلك، ومن ضاق وقته عمّا ذكرناه اقتصر على ما يمكنه.
وعن جماعة من السّلف الإيجاز في ذلك جدًّا ، ثمّ يتأخّر عن يمينه إذا كان مستقبلاً قيد ذراع فيسلّم على أبي بكر رضي اللّه عنه ، فإنّ رأسه حيال منكب النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وعلى ما ذكرنا يكون تأخّره إلى ورائه بجانبه فيقول : السّلام عليك يا خليفة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ، وثانيه في الغار أبا بكر الصّدّيق ، جزاك اللّه عن أمّة محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم خيرًا ، ثمّ يتأخّر كذلك قدر ذراع فيسلّم على عمر رضي اللّه عنه ، لأنّ رأسه من الصّدّيق كرأس الصّدّيق من النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فيقول : السّلام عليك يا أمير المؤمنين عمر الفاروق الّذي أعزّ اللّه به الإسلام ، جزاك اللّه عن أمّة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم خيرًا ، ثمّ يرجع إلى حيال وجه النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فيحمد اللّه ويثني عليه ويصلّي ويسلّم على نبيّه ويدعو ويستشفع له ولوالديه ولمن أحبّ ، ويختم دعاءه بآمين والصّلاة والتّسليم .
وقيل ما ذكر من العود إلى رأس القبر الشّريف لم ينقل عن الصّحابة ولا التّابعين" .
ومما ذكره الأئمة والعلماء أيضاً ما قاله الإمام النووي رحمه الله تعالى، فإنه قال في كتابه المجموع شرح المهذب شارحاً كيفية زيارة قبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصاحبيه سيدنا أبي بكر وسيدنا عمر رضي الله عنهما:
"وليكن من أول قدومه إلى أن يرجع مستشعراً لتعظيمه ممتلئ القلب من هيبته كأنه يراه، فإذا وصل باب مسجده صلى الله عليه وآله وسلم فليقل الذكر المستحب في دخول كل مسجد ... ويقدّم رجله اليمنى في الدخول واليسرى في الخروج كما في سائر المساجد ، فإذا دخل قصد الروضة الكريمة وهي ما بين القبر والمنبر ، فيصلي تحية المسجد بجنب المنبر ... فإذا صلى التحية في الروضة أو غيرها من المسجد شكر الله تعالى على هذه النعمة، وسأله إتمام ما قصده وقبول زيارته، ثم يأتي القبر الكريم فيستدبر القبلة ويستقبل جدار القبر، ويبعد من رأس القبر نحو أربع أذرع ... ويقف ناظراً إلى أسفل ما يستقبله من جدار القبر غاض الطّرف - أي البصر- في مقام الهيبة والإجلال، فارغ القلب من علائق الدنيا، مستحضراً في قلبه جلالة موقفه ومنزلة من هو بحضرته، ثم يسلّم ولا يرفع صوته، بل يقصد - أي يخفض- فيقول:
السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا نبي الله ، السلام عليك يا خيرة الله ، السلام عليك يا حبيب الله ، السلام عليك يا سيد المرسلين وخاتم النبيين ، السلام عليك يا خير الخلائق أجمعين ، السلام عليك وعلى آلك وأهل بيتك وأزواجك وأصحابك أجمعين ، السلام عليك وعلى سائر النبيين ، وجميع عباد الله الصالحين ، جزاك الله يا رسول الله عنا أفضل ما جزى نبياً ورسولاً عن أمته ، وصلى عليك كلما ذكرك ذاكر وغفل عن ذكرك غافل ، أفضل وأكمل ما صلى على أحد من الخلق أجمعين ، أشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أنك عبده ورسوله وخيرته من خلقه ، وأشهد أنك بلّغت الرسالة وأدّيت الأمانة ، ونصحت الأمّة ، وجاهدت في الله حق جهاده ، اللهم آته الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، وآته نهاية ما ينبغي أن يسأله السائلون ، اللهم صل على محمد عبدك ورسولك النبي الأمي ، وعلى آل محمد وأزواجه وذريته ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، في العالمين إنك حميد مجيد .
ومن طال عليه هذا كله اقتصر على بعضه، وأقله: السلام عليك يا رسول الله صلى الله عليك وسلم.
وجاء عن ابن عمر وغيره من السلف الاقتصار جداً. فعن ابن عمر ما ذكرناه عنه قريباً، وعن مالك يقول: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.
وإن كان قد أوصي بالسلام عليه صلى الله عليه وآله وسلم، قال: السلام عليك يا رسول الله من فلان بن فلان.
أو: فلان ابن فلان يسلّم عليك يا رسول الله، أو نحو هذه العبارة. ثم يتأخّر إلى صوب يمينه قدر ذراع للسلام على أبي بكر رضي الله عنه لأن رأسه عند منكب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيقول: السلام عليك يا أبا بكر صفي رسول الله وثانيه في الغار، جزاك الله عن أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم خيراً. ثم يتأخّر إلى صوب يمينه قدر ذراع للسلام على عمر رضي الله عنه ويقول: السلام عليك يا عمر الذي أعز الله به الإسلام، جزاك الله عن أمة نبيه صلى الله عليه وسلم خيراً.
ثم يرجع إلى موقفه الأول قبالة وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويتوسّل به في حق نفسه ويستشفع به إلى ربه سبحانه وتعالى، ومن أحسن ما يقول ما حكاه الماوردي والقاضي أبو الطيب وسائر أصحابنا عن العتبي مستحسنين له، قال: كنت جالساً عند قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فجاء أعرابيّ، فقال: السلام عليك يا رسول الله، سمعت الله يقول:" ولو أنّهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا اللّه واستغفر لهم الرّسول لوجدوا اللّه توّابًا رحيمًا". وقد جئتك مستغفراً من ذنبي مستشفعاً بك إلى ربي، ثم أنشأ يقول:
  1. يا خير من دفنت بالقاع أعظمه
  2. فطاب من طيبهنّ القاع والأكم
  3. نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه
  4. فيه العفاف وفيه الجود والكرم

ثم انصرف فحملتني عيناي، فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في النوم، فقال: يا عتبيّ الحق الأعرابيّ فبشره بأن الله تعالى قد غفر له.
.... ثم يتقدّم إلى رأس القبر فيقف ... ويستقبل القبلة ويحمد الله تعالى ويمجده ويدعو لنفسه بما شاء ولوالديه ومن شاء من أقاربه ومشايخه وإخوانه وسائر المسلمين ثم يرجع إلى الروضة فيكثر فيها من الدعاء والصلاة ويقف عند المنبر ويدعو " .

نموذج ما يقوله في السلام والزيارة لوالديه ولقبور عموم المسلمين

كما تقدّم سابقاً إذا أراد المسلم أن يزور المقابر يسن له أن يتطهر ويتطيب ويلبس من أحسن ثيابه ويقصد المقبرة ناوياً سنة الزيارة، فإذا دخلها قال:
(السّلام عليكم أهل الدّيار من المؤمنين والمسلمين وإنّا إن شاء اللّه للاحقون أسأل اللّه لنا ولكم العافية. اللهم اغفر لأهل هذه المقبرة). ويقرأ سورة الفاتحة ويهب ثوابها لأموات تلك المقبرة. ثم يقصد القبر أو القبور التي يريدها.
فإذا زار والديه أو أجداده يقول:
السلام عليك يا أبي أو يا أمي أو يا جدي .....{ربّنا اغفر لي ولوالديّ وللمؤمنين يوم يقوم الحساب}إبراهيم : 41 ،{ربّ اغفر لي ولوالديّ ولمن دخل بيتي مؤمنًا وللمؤمنين والمؤمنات}نوح : 28 ،{ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك الّتي أنعمت عليّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحًا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصّالحين}النمل : 19 ،{ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك الّتي أنعمت عليّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحًا ترضاه وأصلح لي في ذرّيّتي إنّي تبت إليك وإنّي من المسلمين}الأحقاف : 15 ، اللهم اغفر ( لأبي أو أمي أو لمن أنا بحضرته من آبائي ) وتجاوز عنهم واجعلهم في جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ، اللهم اجعلهم في الفردوس الأعلى مع الذين تحبهم ويحبونك ، يا الله يا رحمن يا رحيم ، ( اللّهمّ إنّي أسألك بأنّ لك الحمد لا إله إلا أنت المنّان بديع السّماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حيّ يا قيّوم إنّي أسألك الرحمة والمغفرة ( لأبي أو أمي أو لمن أنا بحضرته من آبائي ) ويدعو بما شاء وبما يفتح الله عليه .
وإذا كان صاحب الضريح من عامة المسلمين يسلّم عليه قائلاً:
السلام عليك يا فلان، ثم يدعو بما شاء.
ومن أحسنه ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من قوله: (اللّهمّ اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسّع مدخله، واغسله بالماء والثّلج والبرد، ونقّه من الخطايا كما نقّيت الثّوب الأبيض من الدّنس، وأبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلاً خيرًا من أهله، وزوجًا خيرًا من زوجه، وأدخله الجنّة وأعذه من عذاب القبر، أو من عذاب النّار).

نموذج ما يتلى من القرآن عند زيارة الأضرحة والمقامات والقبور

يسنّ ويستحب قراءة أي شيء من القرآن الكريم حسبما تيسر كسورة الملك أو غيرها كما تقدّم، ومما يستحسن قراءته من السور والآيات الكريمة:
  • الفاتحة.
  • أول سورة البقرة:
  • {بسم الله الرحمن الرحيم ، الم ، ذلك الكتاب لا ريب فيه هدًى للمتّقين ، الّذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصّلاة وممّا رزقناهم ينفقون ، والّذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون ، أولئك على هدًى من ربّهم وأولئك هم المفلحون}البقرة : 1-5 .
  • آية الكرسي:
  • {اللّه لا إله إلا هو الحيّ القيّوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السّماوات وما في الأرض من ذا الّذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيّه السّماوات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العليّ العظيم}البقرة : 255 .
  • خاتمة سورة البقرة:
  • {للّه ما في السّماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به اللّه فيغفر لمن يشاء ويعذّب من يشاء واللّه على كلّ شيء قدير ، آمن الرّسول بما أنزل إليه من ربّه والمؤمنون كلّ آمن باللّه وملائكته وكتبه ورسله لا نفرّق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير ، لا يكلّف اللّه نفسًا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربّنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملته على الّذين من قبلنا ربّنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به واعف عنّا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين}البقرة : 284-286 .
  • سورة يس.
  • سورة التكاثر:
  • {بسم الله الرحمن الرحيم ، ألهاكم التّكاثر ، حتّى زرتم المقابر ، كلا سوف تعلمون ، ثمّ كلا سوف تعلمون ، كلا لو تعلمون علم اليقين ، لترون الجحيم ، ثمّ لترونها عين اليقين ، ثمّ لتسألنّ يومئذ عن النّعيم}.
  • سورة{قل هو الله أحد ) : (11مرة) .
  • المعوذتان :
  • {بسم الله الرحمن الرحيم ، قل أعوذ بربّ الفلق ، من شرّ ما خلق ، ومن شرّ غاسق إذا وقب ، ومن شرّ النّفّاثات في العقد ، ومن شرّ حاسد إذا حسد}. ( 3مرات ) .
    {بسم الله الرحمن الرحيم ، قل أعوذ بربّ النّاس ، ملك النّاس ، إله النّاس ، من شرّ الوسواس الخنّاس ، الّذي يوسوس في صدور النّاس ، من الجنّة والنّاس}. ( 3مرات ) .

وبهذا تم المراد من بيان أحكام الأضرحة والمقامات والتشييع، وما يتعلق بالدفن والزيارة لعموم القبور، وما يقرأ من القرآن، وما يقال عندها من السلام، وكذلك مفهوم التوسل على وجه الاختصار والإيجاز، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
والحمد لله رب العالمين