مقام نبي الله سيدنا نوح
الكرك
سيدنا نوح عليه السلام من أولي العزم من الرسل وهم (سيدنا نوح وسيدنا إبراهيم وسيدنا موسى وسيدنا عيسى وسيدنا محمد عليهم الصلاة والسلام) ونسبه هو: نوح بن لامَك بن متوشلخَ بن إخنوخ وهو سيدنا إدريس عليه السلام بن يرد بن مهلاييل أو مهلائيل بن قينان أو قينن بن أنوش بن شيث بن سيدنا آدم أبي البشر عليه السلام.
وسيدنا نوح عليه السلام هو الأب الثاني للبشرية بعد نجاته ومن معه من الطوفان العظيم الذي أباد البشرية جميعاً باستثناء الذين نجوا من الطوفان لاستعمالهم سفينة عملاقة اشتهرت باسم سفينة نوح. دعا قومه (950) سنة كما في القرآن الكريم، قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمْ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} العنكبوت: 14.
بعثه الله تعالى لما عُبِدَتْ الأصنام يدعو الناس إلى عبادة الله سبحانه وتوحيده، فأرسله الله تعالى إلى قوم يعبدون الأوثان ليدعوهم إلى عبادته وحده وترك عبادة غيره، لكنهم لم يستمعوا ولم يصغوا له واستمر الأكثرية على عبادة الأوثان ونصبوا له العداوة ولمن آمن به وتوعدوهم بالرجم {قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَانُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنْ الْمَرْجُومِينَ} الشعراء: 116. فأنزل الله تعالى على من كفر به العذاب بالطوفان، وأنجاه وأصحاب السفينة المؤمنين معه.
وقد أمره الله ببناء سفينة لم تعرف البشرية مثلها، وكان خشبها من شجر الساج أو الصنوبر، وقد أمر أن يطلى باطنها وظاهرها بالقار، وجعل منها ثلاثة طوابق، جعل الأرض منها للحيوانات والوحوش، وثانيها لبني الإنسان وأعلاها للطيور، وأكنَّ لها سقفاً مطبقاً عليها.
وأوحي لسيدنا نوح عليه السلام بأن علامة بدء الطوفان هو مجيء أمر الله بفوران التنور، وقيل بالتنور بأنه حدوث بركان في المنطقة، أو فوران الماء على سطح الأرض، ولما تحققت العلامة أمر سيدنا نوح بأن يحمل في متن السفينة من كل دواب الأرض زوجين وأهله ومن آمن معه وكان عددهم قليلاً. ولم تكن زوجة نوح مؤمنة به فلم تصعد، وكان أحد أبنائه يخفي عصيانه ويبدي الإيمان أمامه فلم يصعد هو الآخر. وكذلك كانت أغلبية من لم يؤمنوا به فلم يركبوا معه. وصعد المؤمنون.
فبدأ بتحميل حوالي ثمانين رجلاً معهم نساؤهم في السفينة، وانفجرت الأرض عيوناً وهطلت السماء وارتفع الماء حاملاً السفينة وهي تجري بهم في موج كالجبال مئة وخمسين يوماً. وهلك الباقون ولم يبق الله على الأرض من الكافرين ديارا. وهذا ما ذكره ابن عباس رضي الله عنه.
عن الموقع
يقع المقام في محافظة الكرك.