موقع مغطس نبي الله سيدنا عيسى عليه السلام

البلقاء

سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام نبي الله من أولي العزم من الرسل، كان معجزة الله تعالى بأن خلقه سبحانه من غير أب، وهو من أولي العزم من الرسل، أرسله الله تعالى إلى بني إسرائيل ليقودهم إلى كتاب الله الجديد المقدس وهو الإنجيل الذي أنزله الله تعالى عليه، {وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِي} الزخرف: 63. وقد ذُكِرَ سيدنا عيسى عليه السلام في القرآن 25 مرة، وذكر الله تعالى في القرآن الكريم أن سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام ولدته مريم بنت عمران بعد أن حملته بمعجزة إلهية، وهي عذراء من دون أي تدخل بشري بأمر من الله وكلمة منه. وأعطاه الله تعالى المعجزات كإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى وصنع الطيور من الطين والنفخ فيها فتصير طيورا حية بإذن الله تعالى وغير ذلك. ونص القرآن الكريم على أن سيدنا عيسى عليه السلام رفعه الله إلى السماء ببدنه وروحه رحمة وتكريماً له وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، ولم يقتله اليهود ولم يصلبوه، ولكن شُبِّه لهم، وهو إلى الآن في السماء، {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} آل عمران: 55، كذلك فإن سيدنا عيسى عليه السلام مسلمٌ مثل كل الرسل في الإسلام، أي خضع لأمر الله، ونصح متبعيه أن يختاروا الصراط المستقيم، {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمْ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}.

عن الموقع

المغطس هو المكان الذي تعمَّد ( أي اغتسل بطريقة معينة في الطقوس المسيحية ) فيه سيدنا عيسى عليه السلام على يد يوحنا المعمدان الذي كان يعمد ويبشر هناك حسب المعتقدات المسيحية . فهناك وقف سيدنا المسيح عليه السلام، وهو ابن ثلاثين عاماً، بين يدي سيدنا نبي الله يحيى عليه السلام، لكي يتعمد بالماء، ويعلن من خلال هذا المكان بداية رسالته للبشرية. وقد أكتشف هذا الموقع من خلال الحفريات الأثرية التي تمت سنة 1996-1997م على امتداد "وادي الخرار". المعروف باسم "تلة مار إلياس" أو "النبي إليا"، ومنطقة كنائس "يوحنا المعمدان" قُرب نهر الأردن . وهناك أدلة ذكرت في النص الإنجيلي ، وكذلك في كتابات المؤرخين البيزنطيين ومؤرخي العصور الوسطى بالإضافة إلى تلك الحفريات في تلك البقعة تثبت أنه يقع شرقي نهر الأردن في أرض المملكة الأردنية الهاشمية . ففي إنجيل يوحنا (28:1) عن "بيت عنيا عبر الأردن حيث كان يوحنا المعمدان يعمد " ويشار هنا إلى عبارة "عبر الأردن" إلى الضفة الشرقية من النهر. وجاء أيضاً في إنجيل يوحنا (4:10) (أن يسوع المسيح قد سافر أيضاً عبر الأردن حيث كان يوحنا المعمدان يعمد في البداية وذهب مرة أخرى إلى نفس المكان وأقام هناك.) وخلال الحفريات الأخيرة التي جرت في الأردن في عام 1997، تم العثور على سلسلة من المواقع القديمة المرتبطة بالموقع الذي كان يعمد فيه يوحنا المعمدان والذي تعمد فيه ( سيدنا عيسى عليه السلام ) يسوع المسيح . وتقع سلسلة المواقع هذه على امتداد وادي الخرار، شرقي نهر الأردن. وقد تم أيضاً اكتشاف ديرٍ بيزنطيٍّ في ذلك الموقع من الوادي والمشار إليه باسم "بيت عنيا عبر الأردن" ويقع هذا الموقع على بعد حوالي كيلو مترين (2.1) شرقي نهر الأردن وتسعة كيلو مترات شمال البحر الميت . وهناك عدد من الينابيع الطبيعية التي تشكل بركاً يبدأ منها تدفق الماء إلى وادي الخرار، وتصب أخيراً في نهر الأردن . وتوجد أيضاً هناك واحة رعوية تقع في بداية وادي الخرار وموقع تل الخرار. يوجد ثلاث برك في تل الخرار، وتقع البركة الأولى في المنحدر الغربي السفلي للتل، وهي تعود للعهد الروماني، أي ما بين القرنين الثالث والرابع بعد الميلاد. أما البركتان الاخريتان، فهما تقعان على قمة الطرف الشمالي لتل الخرار. والبركة الجنوبية مستطيلة الشكل ولها درج داخلي على الجهة الشرقية وأربع درجات تمتد على امتداد عرض البركة، ويمكن مشاهدة ذلك بوضوح. ويستطيع الحجاج المسيحيون النزول إلى البركة من اجل أن يتعمدوا. هنالك بركتان مربعتان تعودان إلى نفس الفترة الرومانية. وقد أضيفت الحجارة المربعة المنحوتة إلى الزاوية الجنوبية الغربية للبركة الشمالية الغربية من فترات لاحقة. وربما كانت تستعمل كدرج للنزول إلى البركة. ويصل الماء إلى البرك بواسطة أقنية مغطاة بالقناطر. ويتميز المكان أيضاً بآثار تعود إلى العصور الرومانية والبيزنطية، كالكنائس والمعابد الصغيرة والأديرة، والكهوف التي كانت تُستخدم كملاجئ للنساك، فضلاً عن البرك المائية المخصصة للتعميد، مما يدل على القيمة الدينية لهذا المكان. كما أن هذا الموقع يمثل مقصداً للحجاج المسيحيين. وعليه فقد وافقت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو بعد ظهر الثالث من تموز (يوليو) 2015 على إدراج هذا الموقع الثقافي على قائمة التراث العالمي تحت مسمى "موقع المعمودية "بيت عنيا عبر الأردن" (المغطس) (الأردن). وقد زار بابا بنيدكت السادس عشر موقع المغطس خلال زيارته إلى الأراضي المقدسة عام 2009 وقد كشفت الحفريات في المنطقة آثار كنيسة بيزنطية كانت قد بنيت في عهد الامبراطور آناستاسيوس، كما يوجد في المكان عدة آبار للماء وبرك يعتقد ان المسيحيين الأوائل استخدموها في طقوس جماعية للعماد. وقد قامت دائرة الآثار العامة بترميم الموقع الذي زاره قداسة البابا يوحنا بولس الثاني وأعلنه مكاناً للحج المسيحي في العالم مع أربعة مواقع أخرى في الأردن هي: قلعة مكاور، جبل نيبو، مزار سيدة الجبل في عنجرة، مزار النبي إيليا في خربة الوهادنة.

معلومات الزيارة

  • أوقات الدوام

    الزيارة مفتوحة
  • الموقع

    وادي الخرار