مقام نبي الله سيدنا حُزَير (عٌزَير)

البلقاء

يقول بعض المؤرخين والمعاصرين إن سيدنا حُزير هو (عُشَير) أو (أُشَير) ، وهو أخو نبي الله سيدنا يوسف بن نبي الله سيدنا يعقوب عليهم السلام ، لكن ليس هناك من إخوة سيدنا يوسف من اسمه ( حزير ) أو ( عشير ) أو ( أشير ) . والراجح أنه نبي الله عُزَير المذكور في القرآن الكريم . أما إخوة سيدنا يوسف عليه السلام فهم كما قال ابن جرير الطبري في تفسيره (3/112) : [حدثنا ابن حميد قال: حدثنا سلمة قال: حدثني محمد بن إسحاق قال : نكح يَعقوب بن إسحاق -وهو إسرائيل- ابنة خاله"ليا" ابنة"ليان بن توبيل بن إلياس"، فولدت له "روبيل بن يعقوب"، وكان أكبر ولده، و"شمعون بن يعقوب"، و"لاوي بن يعقوب" و"يهوذا بن يعقوب" و"ريالون بن يعقوب"، و"يشجر بن يعقوب"، و"دينة بنت يعقوب"، ثم توفيت"ليا بنت ليان". فخلف يعقوب على أختها"راحيل بنت ليان بن توبيل بن إلياس" فولدت له"يوسف بن يعقوب" و"بنيامين" -وهو بالعربية أسد- وولد له من سُرِّيتين له: اسم إحداهما"زلفة"، واسم الأخرى"بلهية"، أربعة نفر:"دان بن يعقوب"، و"نَفثالي بن يعقوب" و"جَاد بن يعقوب"، و"إشرب بن يعقوب" فكان بنو يعقوب اثني عشرَ رجلاً نشر الله منهم اثنَى عشر سبطًا، لا يُحصى عددَهم ولا يعلم أنسابَهم إلا الله، يقول الله تعالى:{ وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا }. سورة الأعراف: 160 ]. ولم نجد في أسماء الأنبياء من اسمه ( حزير ) أو ( عشير ) فترجح أنه سيدنا عزير الذي قال الله تعالى عنه : {وَقَالَتْ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} التوبة : 30 . قال أبو الفداء الأيوبي في المختصر في أخبار البشر (1/17) : [ ولما عادت عمارة بيت المقدس، تراجعت إليه بنو إسرائيل من العراق وغيره، وكانت عمارته في أول سنة سبعين لابتداء ولاية بخت نصر (نبوخذنصر) . ولما تراجعت بنو إسرائيل إلى القدس كان من جملتهم عزير وكان بالعراق، وقدم معه من بني إسرائيل ما يزيد على ألفين من العلماء وغيرهم، وترتب مع عزير في القدس مائة وعشرون شيخاً من علماء بني إسرائيل. وكانت التوراة قد عدمت منهم إذ ذاك، فمثلها الله تعالى في صدر العُزَير، ووضعها لبني إسرائيل يعرفونها بحلالها وحرامها، فأحبوه حباً شديداً، وأصلح العزير أمرهم، وأقام بينهم على ذلك. من كتب اليهود: إن العزير لبث مع بني إسرائيل في القدس يدبر أمرهم، حتى توفي بعد مضي أربعين سنة لعمارة بيت المقدس. أقول: فيكون وفاة العزير سنة ثلاثين ومائة لابتداء ولاية بخت نصر، واسم العزير بالعبرانية عزرا وهو من ولد فتحاس بن العزر بن هارون بن عمران]. وهو كما هو مشهور المذكور في قوله تعالى : {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} البقرة : 259 . وقال ابن كثير في تفسيره (1/687) أن كون هذا الرجل المار هو سيدنا عزير عليه السلام هو المشهور . روى ابن أبي حاتم في تفسيره (2/274) [ .. عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ،"يَعْنِي قَوْلَهُ: " أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ " , قال: خَرَجَ عُزَيْرٌ نَبِيُّ اللَّهِ مِنْ مَدِينَتِهِ وَهُوَ شَابٌّ، فَمَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ خَرِبَةٍ، فَقَالَ: " أَنَّى يَحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا " "وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، وَالسُّدِّيِّ، وَابْنِ بُرَيْدَةَ، وَقَتَادَةَ: أَنَّهُ كَانَ عُزَيْرًا ] .

عن الموقع

مقام وضريح نبي الله (حزير) أو (عشير) بن يَعقوب، والذي اشتهر بحزير، ويقع بالقرب من عين حزير في الجنوب الشرقي من مدينة السلط في الأردن، وهو عبارة عن مصلى حديث فيه قبرٌ يُنسب للنبي "عشير" أو "أشير"، أحد أخوة سيدنا يوسف بن يعقوب عليهما السلام. ويقع هذا الضريح والمقام بالقرب من عين حزير في الجنوب الشرقي من مدينة السلط في الأردن. مع العلم أن قبراً في مدينة العيزرية شرق القدس المحتلة يعتقد أنه لسيدنا عُزير عليه السلام، وملاصق له مسجد "العزير" ، وبجانبه أيضاً كنيسة الروم الارثودوكس اليونانية . ويوجد ضريح لسيدنا عُزَير كما يقال أيضاً في محافظة العمارة جنوب العراق . والله تعالى أعلم.

معلومات الزيارة

  • أوقات الدوام

    من الساعة(8,30) صباحاً الى الساعة(7) مساءاً
  • الموقع

    وادي شعيب - البلقاء