موقع وفاة نبي الله سيدنا يحيى عليه السلام

مادبا

نبي الله سيدنا يحيى عليه السلام. هو ابن نبي الله سيدنا زكريا وهما من ذرية سيدنا داود عليه السلام( ) الذي هو من ذرية سيدنا يعقوب بن سيدنا إسحاق بن سيدنا إبراهيم عليهم السلام. فهو من أنبياء الله تعالى. كما أنه ابن خالة سيدنا عيسى عليه السلام كما جاء في الحديث الصحيح ، فعَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ قال : (( ثُمَّ صَعِدَ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ فَاسْتَفْتَحَ... فَإِذَا يَحْيَى وَعِيسَى وَهُمَا ابْنَا خَالَةٍ قَالَ هَذَا يَحْيَى وَعِيسَى فَسَلِّمْ عَلَيْهِمَا فَسَلَّمْتُ فَرَدَّا ثُمَّ قَالا مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ))( ). قال تعالى : {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا}( )، وقد ذكر الله تعالى سيدنا يحيى عليه السلام في القرآن خمس مرات ، من ذلك قوله تعالى : { فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنْ الصَّالِحِينَ}( ) ، وقوله تعالى : { يَا يَحْيَى خُذْ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا}. ووصف الله تعالى لنا عائلة سيدنا زكريا بقوله : { فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}( ). كان أبوه سيدنا زكريا عليه السلام كبيراً في السن قد شاب شعره، وكانت زوجته عاقراً فدعا الله أن يرزقه ولداً صالحاً رضياً فنزل عليه أحد الملائكة بأمر الله تعالى وبشَّره بأنه سيرزقه ولداً اسمه يحيى لم يسبق أن تَسَمَّى أحدٌ باسمه كما جاء في القرآن الكريم ، وكانوا يعيشون ويتنقلون ما بين فلسطين ودمشق ، وقد قَتَلَه ـ أي سيدنا يحيى عليه السلام ـ أحدُ ملوك بني إسرائيل في ذلك الزمن إرضاء لزوجته فَذُبِحَ وقُطِعَ رأسه الشريف، وقد عاقب الله تعالى قاتليه فخسف بهم ودمرهم تدميراً( ). قال تعالى: {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنفُسُكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ}( ). "وروى الحافظ ابن عساكر من طريق الوليد بن مسلم عن زيد بن واقد قال : رأيت رأس يحيى بن زكريا حين أرادوا بناء مسجد دمشق أخرج من تحت ركن من أركان القبلة الذي يلي المحراب مما يلي الشرق فكانت البشرة والشعر على حاله لم يتغير وفي رواية كأنما قُتِلَ الساعة ، وذُكِرَ في بناء مسجد دمشق أنه جعل تحت العمود المعروف بعمود السكاسكة فالله أعلم". أما جسده الشريف ـ أعني سيدنا يحيى عليه السلام ـ فيقال إنه دفن في منطقة مكاور في جنوب مادبا في الأردن.

عن الموقع

وتقع قلعة مكاور في الأردن على بعد 32 كم جنوب غرب مدينة مادبا بالقرب من قرية مكاور، وقرية مكاور هي قرية صغيرة تقع في الجنوب الشرقي من حمامات ماعين. وتقع القلعة على تلة متوسطه ترتفع 730 م عن سطح البحر. وبنيت القلعة في القرن الأول قبل الميلاد حوالي سنه (90) قبل الميلاد حسب الكتابات التي وجدت على قطعه من الفسيفساء وهي أقدم قطعة فسيفسائية في الأردن، وبنيت على يد القائد (الاسكندرجانيوس) لتكون مركزاً لصد غزوات الأنباط، ثم انتقلت سيادتها إلى الرومان بعد ان استولوا عليها بقيادة القائد (بومبي) في سنة (57) قبل الميلاد. وتطل القلعة على البحر الميت ومواقع أخرى من فلسطين، والبقايا المتواجده من بقايا القلعة من أسوارها وأبراجها وأعمدتها الكبيرة دليل حي على عظمة المكان. وبقدر أهمية القلعة التاريخية و الأثرية فأن أهميتها الدينية أكبر شأناً، والسبب في ذلك يعود لكونها المكان الذي سجن واستشهد فيه سيدنا يحيى عليه السلام على يد الحاكم الروماني في ذلك الوقت "هيرودوس" والمعالم الأثرية هناك وبقايا الكنائس والأرضيات الفسيفسائية تشير إلى استمرار الوجود المسيحي في تلك المنطقة حتى العهدين الأموي والعباسي فشهرة هذه القلعة تعود إلى الاعتقاد بكونها المكان الذي سجن فيه سيدنا يحيى عليه السلام الذي يُسَمَّى عند أهل الكتاب -يوحنا المعمدان- الذي قطع رأسه هيرودوس، ويعتقد أن الرأس الشريف قد دفن في موضع ضمن الجامع الأموي في دمشق كما تقدَّم. وتؤكّد نصوص الإنجيل أن سيدنا يحيى عليه السلام كان يقيم في البرية على الجانب الشرقي من نهر الأردن (كما ورد في إنجيل يوحنا-الاصحاح الأول:28): "هذا كان في عبرة الأردن حيث كان يوحنا يعمد" يؤكد هذا النص أنه كان يقيم في منطقة بيت عنيا على الجانب الشرقي من نهر الأردن ضمن منطقة لواء الشونه الجنوبية في وادي الخرار، وكذلك يرد ذكر مكان إقامته في انجيل (يوحنا/الصحاح العاشر:40)، حيث تشير إلى الجانب الشرقي من نهر الأردن "الخرار". وبحسب الروايات والمدونات التاريخية ـ عند أهل الكتاب ـ فإن يوحنا المعمدان ـ سيدنا يحيى عليه السلام ـ كان قد غادر موقع المغطس بعد أن عَمَّدَ يسوع ـ سيدنا عيسى عليه السلام ـ في عام (30) بعد الميلاد إلى بلدة مكاور الواقعة إلى الجنوب الغربي من مأدبا. ففي الديانة المسيحية كان يوحنا المعمدان يُعَمِّدُ الناسَ أي يغسلهم في نهر الأردن للتوبة من الخطايا. ولما بلغ سيدنا عيسى عليه السلام الثلاثين من عمره ذهب لنهر الأردن وتعمَّد من يوحنا المعمدان كما في إنجيل (متى,الاصحاح الثالث:13-17). ولم يرد في القرأن الكريم نص صريح في طريقة وفاة سيدنا يحيى عليه السلام لكن الرأي الشهير عند المسلمين هو نفس رأي أهل الكتاب وهو أنه قتل على يد الملك هيرودس( ). رفع الله درجات سيدنا يحيى النبي السيد الحصور عليه الصلاة والسلام.

معلومات الزيارة

  • أوقات الدوام

    الزيارة مفتوحة
  • الموقع

    مكاور - مأدبا