مقام الصحابي الجليل سيدنا أبي ذر الغفاري رضي الله عنه
مادبا
الصحابي الجليل أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري من قبيلة غفار بالقرب من مكة المكرمة.
وحين بلغته الأخبار بأن هناك من يدعو للتوحيد في مكة، سارع إلى الإسلام، فكان من السابقين على خلاف أكان رابع أربعة أم خامس خمسة انضموا إلى دين الإسلام.
انطلق أبو ذر بعدما آمن بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى قومه امتثالاً لأمره صلى الله عليه وآله وسلم لدعوتهم إلى الإسلام، وقد استجاب له نحو نصف قومه فأسلموا، وأقام فيهم يقيم معهم شعائر الإسلام، يؤمهم كبيرهم إيماء بن رحضة الغفاري، وبقي النصف الآخر على دينه حتى هاجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة، فأسلموا، وتبعتهم قبيلة أسلم، ثم وفدوا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفيهم أبو ذر الغفاري، فدعا لهم صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله)، وكان مقدم أبي ذر على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة المنورة بعد غزوتي بدر وأحد.
لازم أبو ذر رضي الله عنه النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم وكان يخدمه، وشارك في الغزوات، وحمل راية قبيلته غفار يوم حنين، وفي غزوة تبوك لحق بالجيش ماشياً بعدما تعب بعيره ووضع متاعه على ظهره، فلما رآه النبي صلى الله عليه وآله وسلم من بعيد، قال: (كن أبا ذر)، فلما تأمله القوم، قالوا: هو والله أبو ذر، فقال سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم: (رحم الله أبا ذر، يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده).
توفي أبو ذر الغفاري رضي الله عنه في ذي الحجة سنة 32هـ في الربذة، أما صفته، فقد كان أبو ذر الغفاري رجلاً أسمر ضخمًا جسيمًا، كثّ اللحية، طويلاً، أبيض الشعر واللحية، وقد ترك من الذرية بنتًا واحدة ضمَّها عثمان بن عفان إلى عياله بعد وفاة أبي ذر.
وكان أبو ذر آية في الزهد وحب الفقراء، فكان عطاؤه من بيت المال أربعة آلاف، فكان إذا أخذ عطاءه، يدعو خادمه، فيسأله شراء ما يكفيهم للسنة، ثم يستبدل باقي المال بفلوس يفرقها على الفقراء، رضي الله عنه.
وجاء في فضله ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ما أَظَلَّتِ الخضراءُ، ولا أقَلَّتِ الغَبْراءُ أصدقَ من أبي ذَرٍّ) رزاه الترمذي وحسنه.
عن الموقع
يقع المقام في محافظة مأدبا، حيث تم بناء مسجد صغير في الموقع وسور حول قطعة الأرض، بالإضافة إلى الممرات الأرضية وتنظيف الساحات الخارجية، وقد تم هذا العمل من قبل متبرع كريم.