مقام الصحابي الجليل سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه
العاصمة
هو الصحابي الجليل سيدنا بلال بن رباح (المتوفى سنة 20هـ) مؤذن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، كان بلال من السابقين إلى الإسلام، ومن المستضعفين الذين عُذّبوا ليتركوا الإسلام، حيث كان عبدًا لبني جمح من قريش، فعذبه سيده أُمية بن خلف بعدما أعلن إسلامه، فاشتراه أبو بكر الصديق وأعتقه، اشتهر بلال بصبره على التعذيب، وقولته الشهيرة تحت التعذيب «أحدٌ أحد»، ولما شُرع الأذان اختاره سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليكون مؤذنه الأول لصوته الجميل.
كان بلال بن رباح حبشي الأصل، قيل إنه ولد في الحجاز، حيث كانت أمه «حمامة» أمة لبني جُمح.
هاجر بلال إلى المدينة المنورة، ونزل على سعد بن خيثمة، وآخى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بينه وبين عبيدة بن الحارث بن المطلب، وقيل بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح، وشهد بلال مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم غزوة بدر، وقَتَلَ يومها أمية بن خلف مولاه السابق الذي كان يُعذّبه، كما شارك مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في باقي غزواته كلها، وقد أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلالاً يوم فتح مكة بأن يعتلي الكعبة، ويؤذّن فوقها، ففعل.
ويُروى أنه لما حضرته الوفاة، قال: «غدا نلقى الأحبة محمدًا وحزبه»، فقالت امرأته: «واويلاه!»، فقال: «وافرحاه!». أما صفته، فقد كان رجلاً أسوداً، نحيفًا، طويلاً، وكان لا يغير لون شيبته، قيل توفي وعمره بضعاً وستين سنة رحمه الله تعالى ورضي عنه.
حظي بلال بمنزلة رفيعة، فقد روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله لبلال عند صلاة الصبح: «حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام؛ فإني قد سمعت الليلة خشفة نعليك بين يدي في الجنة»، فقال بلال: «ما عملت عملاً أرجى من أني لم أتطهر طهورًا تامًا في ساعة من ليل ولا نهار، إلا صليت لربي ما كتب لي أن أصلي»، ويروي يحيى بن سعيد الأنصاري أن عمر بن الخطاب ذكر فضل أبي بكر، فجعل يصف مناقبه، ثم قال: «وهذا سيدنا بلال حسنة من حسناته»، كما كان عمر يقول: «أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا» رواه البخاري.
عن الموقع
يقع مقام هذا الصحابي الجليل في قرية بلال / وادي السير، وقد تم بناء غرفة من الحجر، تعلوها قبة فوق ضريح الصحابي بلال بن رباح رضي الله عنه من قبل متبرع كريم.