موقع قرية الحُمَيمَة الإسلامية

معان

الحميمة (معقل العباسيين ومسكنهم قبل قيام دولتهم وقبل ثورتهم على الأمويين) . كانت تعرف قديما باسم: حوارة (أوارا)، وهي الآن قرية أردنية تقع على حدود جبال الشراة الجنوبية الغربية، بالقرب من بلدة القويرة في محافظة معان على بعد 100 كم شمال شرق العقبة، 300 كم جنوب العاصمة عمّان. يبلغ المعدل السنوي لسقوط الأمطار فيها 80 ملم، وهي بذلك مثال جيد على التأقلم مع بيئة صحراوية جافة والعيش فيها. اشتهرت المنطقة كونها تعتبر معقل الحركة العباسية وانطلاقاً لقيام دولتهم. فكانت الحميمة مكان سكن الأسرة العباسية قبل انطلاق ثورتهم ضد الأمويين. كذلك فإن القطع والمكتشفات التي عُثر عليها أثناء الحفريات الأثرية تؤكد نسب البناء للعصر الأموي. إن أقدم استيطان في الحميمة رصد في الفترة النَّبطية في القرن الأول الميلادي وكان على شكل مستوطنة زراعية وأخرى تجارية حيث رُبِطَ الخط السلطاني بموقع الحميمة بطريق فرعية وهي الواقعة على سهل ذي تربة حمراء خصبة صالحة للزراعة. تحوي الحميمة أول قناة محفورة في منطقة شرق الأردن، كانت تروى من عين "الجمام" النابعة من " رأس النَّقَب " والتي نقلت بواسطة قنوات محفورة في الصخر أحياناً ومصنوعة من الفخار في بعض المناطق بطول يصل الى 13 كيلومتراً تقريباً، ويقال إن مجموع طول القنوات المائية يبلغ (26) كيلو متراً تقريباً، وقد استخدمت لجر المياه إلى أهالي الحميمة ضمن عملية هندسية دقيقة. كما أن سلسلة من الأحواض الضخمة التي كانت تصب فيها مياه القناة بالإضافة إلى سلسلة أحواض صغيرة تقوم بدور الفلترة والتنقية للمياه من أجل الشرب. ربطت الحميمة تاريخياً مع الخط التجاري السلطاني الذي انشأه القائد الذبياني " ميشع" عام 850 ق.م. وكانت ابتداء من الشام وانتهاء في " أيلة " (العقبة حالياً) وتم تبليطه في الفترتين النبطية والرومانية لتسير عليه العربات التي تجرها الخيول وبعض آثار هذه العجلات وخط سيرها ما زال محفوراً على هذه الطريق. وقد زادت مكانة ( الحميمة ) عندما سكنها التابعي الجليل علي بن عبد الله بن عباس رضي الله عنهم( )؛ بعد أن أعطاها له الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك سنة (95هـ/713م)، فاتخذها مقراً دائماً له وداراً للضيافة، وبنى بها قصراً، وتوفي بها عام (125هـ/ 743م) وبها قبره، والمسجد العباسي باقٍ إلى اليوم. عاش في الحميمة كثير من الخلفاء والعلماء والقادة العباسيين، ومنهم مَنْ وُلد فيها، وقد نقل ابن سعد( ) قول محمد العيشي: (( سمعت الأشياخ يقولون: لقد أفضَت الخلافة إليهم، وما في الأرض أحد أكثر قارئاً للقرآن ولا أفضل عابداً وناسكاً منهم بالحميمة )) ؛ ومن هؤلاء الأفاضل: التابعي الجليل علي بن عبد الله بن عباس ، ومحمد بن علي بن عبد الله بن عباس، وداود بن علي بن عبد الله بن عباس، وسليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، وعبدالله بن علي بن عبد الله ابن عباس، وعبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس ، وفاطمة بنت علي بن عبد الله بن عباس، وموسى بن محمد بن علي، وإبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله ابن العباس، والسفاح عبد الله بن محمد بن علي، وأبو جعفر المنصور عيسى بن موسى بن محمد بن علي، وزينب بنت الأمير سليمان، ومحمد بن جعفر بن عبيد الله بن العباس، وسليمان بن مجالد ابن أبي المجالد. وقد ولد في الحميمة لعلي بن عبد الله نيف وعشرون ذكراً ٬ مات عامتهم في حياته . منهم صالح بن علي الذي ولد بالحميمة ٬ ومحمد بن علي الذي توفي بالحميمة سنة 125 هـ ٬ وعيسى بن موسى بن محمد بن علي ٬ وجعفر بن سليمان بن علي. وقد ولد بالحميمة من الخلفاء العباسيين ٬ أبو العباس عبد الله بن محمد ( السفاح ) الذي ولد بالحميمة سنة 104هـ وعاش فيها 28 عاماً ٬ وأبو جعفر عبد الله بن محمد (المنصور) الذي ولد بالحميمة سنة 101هـ وعاش فيها 31 عاماً ٬ وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن علي الملقب بالمهدي الذي ولد بالحميمة سنة 126هـ وعاش في الحميمة ست سنوات ٬ وكان معهم بالحميمة داود بن علي ٬ ويحيى بن جعفر بن تمام بن العباس ٬ وجماعة من مواليهم. من هذا الموقع الاستراتيجي الذي كانت تمر به قوافل الحجيج والتجار، بدأ العباسيون يرسلون دعاتهم إلى الأقطار المجاورة ويعدون العدة لقلب نظام الحكم الأموي حتى نجحوا في ذلك سنة 132 / 749. وتجدر الإشارة إلى أن كلاً من الخليفتين أبو العباس السفاح (حكم في الفترة 132 - 136 / 749 - 754) وأبو جعفر المنصور (حكم في الفترة 136 - 158 / 754 - 775) كانا قد ولدا وترعرعا في الحميمة قبل انتقالهما إلى العراق.

عن الموقع

تقع قرية الحُمَيمَة الإسلامية في القويرة - محافظة معان.

معلومات الزيارة

  • أوقات الدوام

    الزيارة مفتوحة
  • الموقع

    القويرة - معان